بعد أن أصبح شاي ماتشا “تريند” شائعاً، أصبح المشروب المفضل للكثيرين، بل ويميل البعض إلى تناوله عدة مرات يومياً للاستفادة من فوائده العديدة. وعلى الرغم من الحديث المتواصل عن منافع هذا الشاي التي لا تحصى، إلا أنه من المهم أيضاً الانتباه إلى مشكلة صحية رئيسية قد يسببها، وفقاً لما ذكره موقع Health.
شاي ماتشا من أنواع الشاي الأخضر، وله عشرات الفوائد. صحيح أن تناوله شاع كشاي مع الحليب، إلا أنه متوافر أيضاً بشكل آيس كريم وحلويات وكوكيز.
يمتاز شاي ماتشا بغناه بمضادات الأكسدة وبمكوناته المضادة للالتهابات، إضافة إلى احتوائه على الكافيين ومادة الثيانين، ما يساعد على توفير الطاقة الهدوء والقدرة على التركيز في الوقت نفسه. إنه قادر على تأمين الطاقة بلطف أكبر مقارنة بالأسلوب الذي تؤمنها فيه القهوة، علماً أن كل ملعقة منه تحتوي على 70 أو 80 مللغ، وهي الكمية التي يمكن أن نجدها في كوب من الشاي.
في المقابل، قلة تعرف أن لهذا الشاي أثر جانبي سلبي لا بد من التنبه إليه، إذ يؤثر في نسبة الحديد بالدم بسبب محتواه من “العفص”. وهذا من أنواع المكونات المضادة للأكسدة التي تساعد على توفير الحماية من السرطان، وفقاً لبعض الدراسات، لكنه في الوقت نفسه يخفف من قدرة الجسم على امتصاص الحديد، ما يزيد من احتمال التعرض لفقر الدم، مع ما يرافق ذلك من أعراض مختلفة، كالتعب والدوار وآلام الرأس وضيق التنفس.
تجدر الإشارة إلى أن شاي ماتشا ليس المصدر الوحيد لـ”العفص”، فهذا موجود أيضاً في الشوكولاتة وبعض الخضراوات الورقية الخضراء والقهوة والمكسرات وأنواع أخرى من الشاي. لكن نسبته في شاي ماتشا أعلى، إذ أظهرت دراسة سابقة أن تركيز مادة “ال عفص” مرتفعة بمعدل 137 مرة أكثر في شاي ماتشا مقارنة بالشاي الأخضر.
بالتالي، ما ينقله البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي عن العلاقة بين شاي ماتشا وفقر الدم فيه شيء من الصحة. لكن، لا بد من التوضيح أن شاي ماتشا لا يسبب بذاته فقر الدم ونقص في مخزون الحديد في الجسم، إلا انه يؤثر في قدرة الجسم على امتصاص الحديد قبل وجبة غذائية أو بعدها. وفي حال المبالغة في تناوله، يؤدي شاي ماتشا في المدى البعيد إلى انخفاض أكثر حدة في مستويات الحديد في الجسم.
على من يُعتبر عرضة للإصابة بنقص الحديد في الجسم أو فقر الدم التوقف عن تناوله أو الحرص على تناوله بعيداً عن الوجبات، خصوصاً الحوامل والمرضعات، والسيدات اللواتي يعانين من دورة شهرية غزيرة، ومن يتعافون من جراحة، والنباتيون، ومن يعانون مشكلات في الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي ومرض سيلياك.
