
مبدئيًّا، خسرت ايران كل مواقعها النووية، بعد انضمام طائرات الجيش الاميركي ومدمراته الى سلاح الجو الإسرائيلي، وأنجزت تدمير موقع "فوردو" المحصن وأكملت الإجهاز على موقعي نطنز وأصفهان. لا يوجد بعد من يملك القدرة على تحديد فداحة الخسائر، إلّا أنّ ما هو مؤكد أنّ البرنامج النووي الايراني تراجع سنوات طويلة، بعدما كان قد وصل الى حافة انتاج قنبلة نووية. ولكن هذا لا يُنهي القصة، فإيران التي تعرضت لإذلال كبير وخسائر فادحة، تقف أمام خيارات ضيقة للغاية، أحلاها مر، إذ المطلوب منها، بكل بساطة أن تستسلم. الاستسلام هنا يعني ترك برنامج صواريخها الباليستي وراءها والإهتمام بنفسها حصرا بعيدا عن لعبة الأذرع والمحاور . بطبيعة الحال، الرد الايراني الأول تصعيدي. الحرس الثوري، ومع إرسال أقوى صواريخه الى اسرائيل ، صباح الأحد، أعلن أن الحرب بدأت الآن. صواريخه التي تسببت بدمار واسع في حيفا وتل ابيب وغيرهما، لن تقدم شيئا مجديا، فالسيطرة الإسرائيلية- الأميركية على أجواء ايران، تقضي تقريبا على كل مقومات النظام، وعلى جميع القادة الفاعلين، فيما كانت اسرائيل قد "تحسبت مسبقا للخسائر المادية والبشرية". وفي حال لم يتم وضع حد للحرب، في هذه المرحلة، فإنّ العين سوف تنصب حكما على إسقاط النظام الإيراني. دونالد ترامب لم يقلها حرفيا ولكنه تحدث عن أهداف مهمة وحيوية يمكن تحقيقها بدقائق فقط. وعليه، ماذا يمكن أن يكون الجواب الإيراني الحاسم، بعد أن تبرد العواطف "النووية"؟