
كان التصعيد الاسرائيلي ضد البقاع والجنوب، على مدى ساعات مساء امس الخميس، أبعد من مجرد رسالة. بدا كأنه تهديد بآتٍ أعظم، لأنه تلا اجتماع لجنة متابعة تنفيذ وقف العمليات العدائية بين لبنان واسرائيل(الميكانيزم) في الناقورة، يوم الاربعاء. الجيش الاسرائيلي الذي كان له ممثله في الميكانيزم لم يتحدث فقط، بعد كل موجة غارات، عن مواقع لأسلحة قديمة بل شدد على أنّ حزب الله يحاول اعادة بناء قدراته، الأمر الذي ستتصدى له اسرائيل، حتى لو بدت أنّها تستهدف منشآت مدنية، كما حصل في المصيلح، يوم ضربت معدات يمكن استخدامها في اعادة الاعمار. وهذا يعني أنّ اسرائيل لا تأخذ على الطرف اللبناني عدم نزع سلاح حزب الله، فحسب بل تعتبر،أيضا أنّ السلطات اللبنانية، خلافا لما تقوله، تتيح الظروف لحزب الله لإعادة تجميع قواه، وهذا لن يمر مرور الكرام، أبدًا، بل يمكن ان يقود في وقت لاحق الى عمليات أخطر من تلك التي تشهدها مواقع بقاعية وجنوبية. اسرائيل تعتبر أن حزب الله يتلطى بالمدنيين والجمعيات البيئية لاعادة نفوذه وقوته، وبالتالي كل هذه المراكز سوف تبقى أهدافا الى ان يستسلم الحزب او تمنع الدولة اللبنانية تحركه. ومن الواضح أن السلوك العدائي الاسرائيلي لن يتوقف الا عندما يجلس لبنان الى طاولة المفاوضات والحوار، كما سبق ان طالبت الادارةالاميركية. لبنان يقترح حلًا وسطًا، وهو التفاوض غير المباشر، وفق ما سبق أن صرح به رئيس الجمهورية جوزاف عون.