
قبل سنة، حدثت المفاجأة الاقليمية المدوية: هروب بشار الاسد من سوريا لاجئَا الى روسيا وبدء حكم احمد الشرع الذي خلع عنه جلد أبو محمد الجولاني. أحدث هذا التطور انقلابا استراتيجيا كبيرا في المنطقة، اذ جاء ليكرس هزيمة اذرع ايران وحلفائها في المنطقة عموما وفي لبنان خصوصا.وهكذا أنهى سقوط نظام الأسد الكوريدور الايراني العسكري والامني والسياسي والعقائدي الذي كلف فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، مليارات الدولارات. وانتقلت سوريا الى عصر استراتيجي جديد. لكنّ هذا الانتقال، يأتي مثقلا بالتحديات، فالنظام الجديد، يواجه كيانا اسرائيليا يرفض الثقة به، ويطالب بفرض معادلات جغرافية جديدة، تسمح له بالسيطرة الأمنية الدائمة على جنوب البلاد. وتضاف الى التحدي الاسرائيلي المستمر بالتدخل العسكري المتمادي، تحديات ضمن النسيج السوري اذ ترفض غالبية كردية ودرزية وعلوية النظام الجديد ومعادلاته، وتتهمه بأنه يشكل خطرا وجوديا عليها. ولكنّ هذه التحديات، تقابلها ارادة اميركية وعربية واوروبية، تدعم الحكم الجديد ونظرته الى وحدة سورية. اذن، بعد مرور سنة على سقوط نظام الاسد، تقف سوريا الجديدة امام تحديات حقيقية، فهل تكون السنة الثانية سنة تكريس المعادلة الجديدة بالانتصار على التحديات الجسام؟

