
من دون أن يرف لها جفن، ذهبت اسرائيل، بالتضامن والتكافل بين مستوياتها السياسية والعسكرية والأمنية الى اغتيال رئيس اركان حزب الله هيثم علي الطبطبائي باستهدافه بغارة جوية في شقة سكنية في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، في مكان لا يبعد كثيرا عن ذاك الذي اغتالت فيه سلفه فؤاد شكر، في تموز ٢٠٢٤. واذا كان اغتيال شكر البوابة التي اختارتها اسرائيل لتدرس امكان ذهابها الى الحرب في ايلول ٢٠٢٤، فإنّ المراقبين يرون السيناريو نفسه يتكرر في اغتيال الطبطبائي، من خلال رصد ردة فعل الحزب على اغتيال قائده الفعلي، اذ ان الطبطبائي حاليا هو المرجعية العسكرية الارفع، في حين ان الرقم واحد في الحزب، أي أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، لا علاقة له بالعمل العسكري لا من قريب ولا من بعيد. والطبطائي مثله مثل شكر مطلوب اميركيا وعربيا بسبب ادواره في اليمن وسوريا، مما يمكّن المستوى السياسي في اسرائيل من تقديم توسيع العمليات العسكرية في لبنان، كما لو كان خدمة للعالم اجمع، على ما يحب ان يردد بنيامين نتنياهو دائما. وحزب الله حيال هذا التطور النوعي، يعمّق ورطته، فاذا رد سرع الحرب عليه واذا أحجم وسع دائرة السؤال له: ما جدوى احتفاظك بسلاحك اذن؟
