
ما لم تستطع إسرائيل إيصاله من رسائل إلى "حزب الله" عن حجم العملية العسكرية التي تحضرها ضده في لبنان، فعلته وزارة الخارجية البريطانية بنشرها خارطة تظهر مناطق واسعة غالبيتها تقع تحت سيطرة حزب الله وحركة حماس في لبنان وطلبت من رعايا عدم التوجه اليها. وهذا التحذير غير المسبوق بحجمه، مع المعلومات التي سبق أن نشرها "نيوزاليست" نقلا عن مصادر اسرائيلية تفيد بأن القيادة السياسية أعطت أوامرها للجيش الاسرائيلي بشن هجوم واسع على مواقع حزب الله في كل لبنان، عندما تجد أن الظروف مواتية لذلك. واذا كانت إسرائيل اعتمدت الحيلة في حربها في لبنان، في وقت سابق، فإن أحدا لا يركن إلى التطمينات بموعد مرجأ لهذه العملية العسكرية الواسعة. ووسعت إسرائيل اليوم نطاق استهدافاتها، لأول مرة منذ أشهر ، باستهداف عنصر في حزب الله كان على طريق جدرا- سبيلين ليضاف إلى أكثر من ٤٢٠ مناصرا استهدفتهم إسرائيل ولا سيما في جنوب لبنان، منذ وقف إطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤. ويأتي هذا التصعيد الميداني والايحائي فيما تستعد لجنة الميكانيزم لعقد اجتماع مهم لها في ١٩ كانون الأول الجاري حيث يترأس الوفود اللبنانية والاسرائيلية والأميركية والفرنسية مدنيون. وقبل اجتماعات الميكانيزم سوف يعقد اجتماع تقييمي في باريس يهدف إلى استشراف امكان عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش، يحضره العماد رودولف هيكل. وكان لافتا للانتباه ما وزعته مصادر مخابراتية اسرائيلية عن أنها أحاطت المبعوث الاميركي توم براك علما بعدم قدرة الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله وتوجه اسرائيل الي القيام بذلك بنفسها.
