
يتنازع تياران في إسرائيل. الأوّل يضغط من أجل اغتيال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي الخامنئي والثاني يخشى من تداعيات هذه الخطوة. النقاش نفسه حصل في إسرائيل، بخصوص الأمين العام لحزب الله الراحل حسن نصرالله، قبل مدة من تنفيذ عملية اغتياله. الضاغطون لاغتيال الخامنئي يعتبرون أنّ الحرب تعطي لإسرائيل حرية استهداف قائد الدولة العدوة، ويعتبرون أن الخامنئي متصلب ضد أي حل حقيقي يضمن أمن إسرائيل الإستراتيجي، وهو الرأس الفعلي للحرس الثوري الإيراني ولفيلق القدس وتاليا لكل محور الممانعة، وهو من يوفّر لجميع هؤلاء المال والسلاح ويصدر الفتاوى التي تهدف الى إلحاق الضرر الإستراتيجي باسرائيل، وباغتياله لا يتضعضع المحور فحسب بل تدخل إيران نفسها في أزمة الخلافة، أيضا، الأمر الذي يُعطي للعملية الإسرائيلية مداها الكبير. الرافضون لاغتيال الخامنئي يعتبرون أن للرجل صفتين، واحدة سياسية- عسكرية وثانية دينية- مرجعية، وفي حال الهجوم عليه، فإنّ ذلك سوف يُلهب مشاعر مريديه، الأمر الذي يمكن أن يثير أكبر فوضى من شأنها أن ترتد سلبا على الإسرائيليين واليهود المؤيدين لها في كل أرجاء العالم. الأهم من ذلك، إنّ تطلع تل أبيب وواشنطن الى "استسلام" إيران يحتاج الى مرجعية لها كلمتها في إيران، وهذا لا يمكن توفيره في الوقت الراهن على الأقل إلّا عبر الخامنئي الذي أصبح طاعنًا في السن، وبالتالي أضحى مستقبله خلفه. لمن سوف تكون الغلبة في صناعة القرار الخاص بالخامنئي؟