
في الثالث والعشرين من حزيران الماضي، إعتبرت قطر أنّ قصف ايران للقاعدة الأميركية على أراضيها، انتهاك لسيادتها. يومها احتفظت قطر بحق الرد بما يتناسب مع حجم وشكل هذا الإعتداء. في الواقع، كان الجميع يدركون أنّ قطر لن تحرك ساكنا ضد ايران، وأن ال13 صاروخا ايرانيا التي تمّ التصدي لها، لم تكن سوى لعبة متفق عليها، من أجل إنهاء حرب ال12 يوما بين ايران واسرائيل. ما وصف يومها بأنها مسرحية، تأكد في الساعات القليلة الماضية، في اجتماع عقده وزيرا خارجية قطر وايران في الدوحة، وخصص من أجل البحث في الرد القطري على استهداف اسرائيل لاجتماع قادة حماس في الدوحة، وهو قصف بدا أنه لم يحقق المعلن من أهدافه، اي اغتيال هؤلاء القادة. التحشيد القطري ضد اسرائيل، بمشاركة ايرانية، ظهر أنّ الدوحة سامحت طهران، وتريد معاقبة تل أبيب. لكن هذا التحشيد الهادف الى ادانة اسرائيل، أعقب اجتماع مجلس الأمن الذي أغفل في إدانته للهجوم أي ذكر لاسرائيل. أوساط اسرائيلية ركزت على اجتماع وزيري خارجية ايران وقطر، لتؤكد أن الدوحة تلعب لعبة ضد اسرائيل لمصحلة المحور الإيراني المعادي، وبالتالي لم يكن خطأ إسقاط الحصانة عنها. في لعبة شد الحبال، ستكسب الدوحة التعاطف ولكنها على الأرجح سوف تخسر ما هو أهم: الدور!