في الوقت الذي يعاني فيه أهالي قطاع غزة من حصار خانق وتجويع ممنهج، برزت مبادرة إنسانية لافتة قادتها الشيف الأردنية ياسمين ناصر، التي بدأت بتقديم وصفات بديلة ومبتكرة باستخدام مواد غذائية بسيطة ومحدودة، سعيًا منها لتسليط الضوء على الواقع المرير الذي يعيشه المدنيون داخل القطاع.
هذه المبادرة، التي اتخذت شكل مقاطع فيديو تحت عنوان غير رسمي أصبح يُعرف بـ”شيبس الحرب”، لم تمر مرور الكرام. بل تحوّلت إلى قضية سياسية أثارت غضب الإعلام الإسرائيلي، الذي اعتبرها “تحريضًا إعلاميًا” و”تشويهًا متعمدًا لصورة إسرائيل”.
من “شيبس الحرب” إلى مقاومة بالملاعق
“شيبس الحرب” ليس مجرد وجبة، بل هو نتيجة الحصار والجوع. وتقوم فكرته على إعداد أطعمة بديلة للأطفال والأسر باستخدام مواد مثل الطحين، الزيت، الخبز المجفف، وبعض البهارات، لمحاكاة الوجبات الجاهزة التي لم تعد متوفرة في القطاع.
الشيف ياسمين ناصر، التي يتابعها آلاف الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي، استخدمت هذه الوصفات كوسيلة لإظهار كيف يحاول الناس في غزة النجاة تحت الحصار. وهي تؤكد في منشوراتها أن الهدف ليس الطهي بحد ذاته، بل نقل صوت المجوّعين إلى العالم.
الغضب الإسرائيلي: “دعاية مضلّلة” أم كشف للحقيقة؟
ما إن بدأت المقاطع تنتشر وتحظى بتفاعل واسع، حتى هاجمت وسائل إعلام إسرائيلية المبادرة، ووصفتها بأنها “محاولة للتأثير على الرأي العام العالمي عبر الطعام”، بل وذهبت بعض التحليلات حد اعتبارها “أداة من أدوات الحرب النفسية”.
لكن ردود الفعل الجماهيرية، جاءت معاكسة تمامًا، حيث لاقت الوصفات تعاطفًا واسعًا، واعتُبرت شكلًا جديدًا من أشكال المقاومة الناعمة، ومبادرة تُسلّط الضوء على جرائم تُرتكب بصمت.
من هي ياسمين ناصر؟
ياسمين ناصر هي شيف أردنية وناشطة رقمية، عُرفت بمحتواها الإبداعي في مجال الطبخ، لكنها تحوّلت مؤخرًا إلى صوت إنساني يتحدث باسم المحاصَرين في غزة، من خلال تقديم وصفات تعكس واقعهم.