تتفاعل العديد من الكلاب مع التلفزيون بإيجابية، فهي تستمع، وتنبح وتركض خلال مشاهدته، لكن يبقى سلوك ا لكلاب أمام التلفزيون مرتبطا بنمط شخصيتها.
لقد اكتشف باحثون أمريكيون عبر دراسة نشروا مخرجاتها في مجلة “نيتشر” العلمية، أن شخصية الكلاب تؤثر على سلوك مشاهدتها للتلفزيون.
ولأجل دراسة سلوك الكلاب أمام التلفزيون، قام أستاذ علم النفس، جيفري كاتز، من جامعة أوبورن في ألاباما، وزملاؤه لين مونتغمري وسارة كريشباوم، بتوزيع استبيانات على أصحاب الكلاب. طُلب منهم مراقبة سلوكها أمام الشاشة لمدة شهرين.
قام الباحثون، حسب تقرير لصحيفة تاغس شاو الألمانية، بتقييم نتائج أكثر من 450 كلبا. وحول ذلك يقول كاتز: “ما اكتشفناه هو أن الكلاب النشطة تتبع وتطارد الأشياء على التلفزيون لمعرفة مكانها. كما أنها تبحث خلف التلفزيون”. تميل الكلاب القلقة إلى التفاعل مع مُحفِّزات مثل أجراس الأبواب وأبواق السيارات. ولم يكن لسلالة أو عمر أو جنس الحيوان أي تأثير على سلوكه التلفزيوني”.
هل يُساعد التلفزيون على مُحاربة الوحدة؟
يبدو كاتز، مُؤلِّف الدراسة، مُقتنعا بإمكانية استخدام النتائج المتوصل إليها لتعميق البحث، وكذلك للتعامل مع مشكلة الوحدة لدى الكلاب.
تقول كاتز: “إذا كنت تعرف ما يُفضِّل كلبك مُشاهدته على التلفزيون، يُمكنك اختيار برامج تُناسب اهتماماته عندما لا تكون في المنزل مثلا”. ويأمل الباحثون أن يُسهِّل هذا الأمر على الكلاب، ويُقلِّل أيضا من عوامل التوتر المُحتملة من خلال مُحتوى مُكيَّف مع احتياجاتها.
في الولايات المتحدة الأمريكية، تهدف برامج، مثل DOGTV، إلى إثارة فضول الكلاب وتسليتها بأصوات مُهدِّئة، ومشاهد طبيعية، ولقطات حيوانات. ووفقا لكاتز، يُمكن أن يكون تلفزيون الكلاب مُفيدا أيضا في ملاجئ الحيوانات.
انتقادات لبرامج تلفزيونية مخصصة للكلاب
رغم كل ما يقال عن فوائده للكلاب، إلا أن بعض الباحثين متوجسين من أمر القنوات الخاصة بالكلاب. يوليانه بروير، رئيسة مجموعة “دراسات الكلاب” في جامعة فريدريش شيلر بمدينة ينا هي واحدة منهم، وهي غير مقتنعة بمفهوم برامج تلفزيونية مخصصة للكلاب.
تقول بروير، من واقع تجربتها الشخصية مع الكلاب: “ما يُقلقني هو أن أشياء أكثر أهمية للكلاب، مثل حاسة الشم، فالتلفزيون لا يُشَم. كما أن الكلاب تعاني من ضعف في الرؤية، ويُشتبه في أنها تُعاني من عمى الألوان الأحمر والأخضر، ولهذا السبب ترى الألوان على الشاشة بشكل مختلف. كما أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الكلاب قادرة على فهم المشاعر أو الأفعال أو حت ى القصص القصيرة على التلفزيون، مما يتطلب مزيد من الأبحاث”.
بالنسبة ليوليانه بروير، لا تُغني مشاهدة التلفزيون مع الكلاب عن اهتمام أصحابها بها. ربما يُشعر الناس بالسعادة لأنهم يظنون أن الكلب يستمتع بوقته عندما لا يكونون برفقته، لكنني أعتقد أن النقاش برمته يسير في الاتجاه الخاطئ تماما، لأنه لا ينبغي اقتناء كلب إلا إذا كان لن يبقى وحيدا لفترة طويلة، حسب بروير.