خرجت المعارك على مسلسل “رفيق”، الذي يجسد قصة حياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى العلن، بين أرملته السيدة نازك الحريري وصنّاع المسلسل، وذلك بعد مرور 10 سنوات على الن زاع القضائي بين الطرفين، قبل أن يصدر حكم قضائي أخيراً يؤجّل عرضه ثلاثة أشهر.
في الحلقة الأولى من متابعة تطورات القضية تحت عنوان “دراما رفيق”، تلتقي “المدن” كاتب المسلسل، شكري أنيس فاخوري الذي يقول إن “السيدة نازك الحريري اعترضت على المسلسل منذ تصويره، لأن أحداً لم يأخذ رأيها، كما تقول، وهي اعترضت أيضاً على الممثلة التي تؤدي شخصيتها فيه”، مضيفاً: “أنا أتفهمها جيداً، لأنهم لم يأخذوا رأيها، مع أن المخرج نديم مهنا قال العكس، كذلك أتفهم اعتراضها على الممثلة التي تؤدي شخصيتها في المسلسل”.
ويؤدي الممثل علاء علاء الدين، دور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما تؤدي الإعلامية ديانا فاخوري دور زوجته السيدة نازك، الى جانب ممثلين آخرين بينهم الفنان أسعد رشدان. وفي حين لا تبدو ديانا الممثلة الأنسب لدور السيدة نازك، فإن علاء الدين أيضاً لا يبدو الاختيار الأمثل لشخصية الحريري، إذ يبدو أقرب إلى كمال شاتيلا من حيث الشكل، وبحسب “برومو” المسلسل لا يشعر المشاهد أنه يعطي شخصية من قامة وأهمية رفيق الحريري حقّها والثقل المطلوب.
وتوقف شكري أنيس فاخوري عند التطورات القضائية المتصلة بالمسلسل، بعد بيان قناة “أم تي في” الأخير. وقال: “المسلسل نام سنوات طويلة (منذ العام 2015) إلى أن أرسل لي شخص مقطع الفيديو الترويجي الخاص به، وقال لي يبدو أنهم أفرجوا عنه، وهذا يعني أنهم اتفقوا معها لأنها كانت العقبة، ثم بدأ الترويج لعرضه مطلع الشهر الحالي”. لكن العرض لم يحصل، بالنظر الى أن السيدة الحريري اعترضت مجدداً، مما دفع بقاضي الأمور المستعجلة الى إرجاء عرضه لمدة ثلاثة أشهر، “وهذا يعني أنه سيعرض بعد ثلاثة أشهر”.
فاخوري الذي تنفس الصعداء بعد قرار عرض المسلسل، أكد أن “هذا ما عرفناه من الحكم القضائي”. وأضاف: “لديّ أعمال مكتوبة ومصوّرة، لكنها نائمة في الأدراج كما كان مسلسل “رفيق” نائماً، وأتمنى أن يكون عرضه فاتحة خير للعودة”.
رفض نازك الحريري
وعبّرت قناة “أم تي في” الأسبوع الماضي، عن أسفها لتبلّغ القرار الصادر عن السيّدة نازك الحريري بوقف عرض مسلسل “رفيق”. واعتبرت أنّ هذا القرار “إنّما يسيء، قبل أيّ شيء، الى الرئيس الشهيد نفسه ويحول دون اطّلاع كثيرين على مسيرته المهنيّة والسياسيّة”.
وحول الاعتراض، قال فاخوري: “سمعتُ نديم مهنا يقول في إحدى المقابلات، لماذا ترفض مشاهدة المسلسل قبل عرضه؟”، مشيراً الى “أنني قدمتها كأيقونة في العمل، فأنا لم أقدمها كرفيقة عمر رفيق الحريري فحسب، بل أيضاً الزوجة التي يستشيرها وتقدم له النصيحة، أي أنني لم أركز على الشكل الجميل فقط بل خلقت منها شخصية درامية”.
الاعتراض على ديانا فاخوي
وعن موقفه من اعتراضها على الإعلامية ديانا فاخوري لتجسيد شخصيتها، يجيب: “في رأيي نديم (المخرج نديم مهنا) أخطأ في “الكاستينغ” لأن ديانا فاخوري لا تمت إلى نازك الحريري بِصِلة، لا شكلاً ولا مضموناً، ولا أعرف سبب اختياره لها”، مؤكداً “انني كنتُ بعيداً عن اختيار الممثلين”.
وعمّا إذا كان يقصد بأن وجود ديانا فاخوري يمكن أن ينعكس سلباً على العمل كونها ليست ممثلة في الأساس، يردّ: “لا بدّ من التوقف عند هذا الأمر، وكان من الأفضل لو أنهم استعانوا بإحدى الممثلات المعروفات بدلاً من مذيعة أخبار. لكن نديم قال لي إنها مناسبة جداً للدور، وهنا يأتي دوره كمخرج في إدارتها بشكل جيد. بعض المخرجين يديرون الممثل جملة بجملة، ويقولون للممثل “قل هذه الجملة” قبل أن ينتقل إلى الجملة التي تليها وقد تسير الأمور على أفضل ما يرام”.
حياة رفيق الحريري
ويشير فاخوري إلى أن المسلسل يركز على حياة الرئيس رفيق الحريري، منذ أن عمل في قطف الليمون في صيدا، مروراً بدراسته في مصر وزواجه الأول والمراحل اللاحقة من حياته، إلى أن أصبح رئيساً للحكومة، وينتهي العمل بلحظة اغتياله. ويتابع فاخوري: “تم التطرق إلى الجوانب السياسية، من دون التطرق إلى المسؤول عن اغتياله، لأن المسلسل يروي قصة حياته أي أنه سيرة ذاتية، وحياة الحريري توقفت لحظة الانفجار”.
وكشف فاخوري أنه أوجد في مكان ما في المسلسل، “مشهداً صغيراً وجميلاً للرئيس سعد الحريري”، موضحاً: “لقد فعلت ذلك بناء على طلب شخصي منه”.
هيام بنوت (المدن)