لم تمرّ لحظات البث المباشر بين الإعلامية المصرية المخضرمة هالة سرحان ومراسلة قناة الجديد الشابة جاسينت عنتر مرور الكرام، إذ تحوّلت “الواقعة” إلى حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين من رأى في تصرّف سرحان سخرية جارحة، ومن اعتبره مجرد “خفّة ظلّ مصرية” أسيء فهمها.
وكانت عنتر قد توجهت لسرحان المتواجدة في لبنان للمشاركة في ملتقى الإعلام العربي الذي يقام في بيروت، بسؤال بدا واضحًا من أنها لا تعرفها، لتردّ هالة سرحان بسؤالٍ اعتبره البعض استفزازي ومحرج: ” لا لو متعرفيش أنا مين ومن أي بلد جاية.. صباح الخير.. أقول لها إيه دي؟”، وهو ما حاولت عنتر تجاوزه وتواصل طرح أسئلتها.
لاحقًا، برّرت سرحان تصرّفها هذا بأنه “نهفة مصرية الطابع”، مشيرة إلى أنها احتضنت المراسلة بعد المقابلة وقدّمت لها نصيحة مهنية بأن تتعرّف إلى ضيوفها قبل الظهور المباشر.
لكن، بعيدًا عن التبريرات، يطرح هذا الموقف سؤالاً مهماً حول الخط الفاصل بين “خفة الظلّ”، والتقليل من قيمة الآخر، فالإعلامي، مهما بلغت خبرته، مطالب بالتحكّم في ردّ فعله، لأن الكاميرا أولًا وأخيرًا، تنقل الانطباع لا النيّة، والاحتراف، لا يُقاس فقط بسنوات العمل أو الشهرة، بل أيضًا بقدرة الإعلامي على احتواء الخطأ لا تضخيمه، خصوصًا حين يكون الطرف الآخر أقل خبرة.
في المقابل، تُحسب لجاسينت عنتر قدرتها على التماسك والإصرار، رغم الموقف المحرج، وهو ما يعكس نضجًا مهنيًا يستحق التقدير.
جميل أن نُضفي لحظاتٍ من الطرافة على المواقف الجديّة، لكن الأجمل أن يبقى الاحترام حاضرًا، ففي عالم “الكبار”، تلك اللحظات الصغيرة هي التي تصنع الفارق بين المخضرم والمبتدئ، وبين الهيبة والاستعراض.
