وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” لفت “مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب – مئير عميت” الى أنّ “الكشف الأميركي عن الدعم المالي الكبير من الحرس الثوري لحزب الله، إضافة إلى كشف طرق التهريب، يُظهر أن إيران وحزب الله وجدا طرقاً بديلة للتغلب على التغييرات الجيوسياسية في لبنان والشرق الأوسط منذ وقف إطلاق النار”.
وأضاف المركز أن إيران ستواصل دعم إعادة بناء القدرات العسكرية والمدنية لحزب الله للحفاظ على نفوذها داخل المجتمع الشيعي في لبنان، ومنع إسرائيل أو السلطات اللبنانية من إضعاف أو تفكيك أهم وكيل لها في المنطقة.
وحذّر من أن غياب القرار الحاسم من الحكومة اللبنانية أو المجتمع الدولي لوقف تمويل حزب الله ومسارات التهريب سيتيح لإيران وحزب الله الاستمرار في تحويل الأموال والأسلحة مع الحد الأدنى من العرقلة.
عبر تركيا… البحر… والكريبتو: أنظمة التهريب الجديدة
منذ تأسيسه في لبنان، كان حزب الله الوكيل المفضل لإيران في “محور المقاومة” ضد إسرائيل. وللحفاظ على هذا الرابط، أنشأ حزب الله “الوحدة 4400” المسؤولة عن بناء مخزونه ونقل الإمدادات. كما أنشأ “فيلق القدس” في الحرس الثوري وحدة 190، وهي شبكة مشتركة لتهريب الأسلحة والأموال والتقنيات التي غذّت نمو القدرات العسكرية لحزب الله، خصوصاً ترسانته التي تضم أكثر من 100 ألف صاروخ وطائرة مسيّرة.
لسنوات، كان مطار بيروت الدولي بمثابة ممر جوي مركزي لتهريب المواد الإيرانية إلى لبنان. لكن ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار، وتحت ضغط أميركي وإسرائيلي، شدّدت السلطات اللبنانية الرقابة على المطار. وعلى البر، نقلت إيران كميات كبيرة من المعدات عبر سوريا، إلى أن سقط النظام وحظر الرئيس الجديد أحمد الشرع مرور الأسلحة عبر بلاده.
كما قامت إسرائيل بتصفية كبار مسؤولي الحرس الثوري المرتبطين بشبكات النقل، بينهم سعيد إيزادي، رئيس “فرع فلسطين” في فيلق القدس والمسؤول عن علاقات إيران مع حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي على مدى عقدين، وبهنام شهرياري، قائد الوحدة 190، الذي كان يدير تدفق الأموال والأسلحة من إيران إلى حزب الله ووك لاء آخرين.
ورداً على ذلك، بنت إيران وحزب الله بنية تهريب جديدة تعتمد على دول وسيطة، وشحن المكوّنات مجزأة وإعادة تركيبها في لبنان، ومسارات بحرية تستخدم خطوط الملاحة المدنية. ووفق مركز “مئير عميت”، فإن التحول من “نقل السلاح” إلى “إمكانية الإنتاج المستقل” داخل لبنان يمكّن حزب الله من الاعتماد أقل على خطوط إمداد معرّضة للخطر وأكثر على التصنيع المحلي المعتمد على المعرفة والخبرات الإيرانية.
وحدد المركز عدة أساليب حالية: تهريب الأسلحة والمعدات والأموال عبر تركيا والعراق، استخدام شركات الصيرفة، تحويلات الذهب، والشحن البحري مباشرة إلى لبنان أو عبر دول أخرى.
