في تصريح أثار جدلاً واسعاً ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الثلاثاء أن تناول النساء الحوامل لدواء “تايلينول” قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر إصابة الأطفال بالتوحد، قائلاً: “تناول تايلينول ليس جيداً. أنا أقول هذا، هذا ليس جيداً”. التصريح جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور، الذي أكد بدوره أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ستصدر إشعاراً للأطباء بشأن المخاطر المحتملة للأسيتامينوفين أثناء الحمل، وتبدأ عملية مراجعة ملصق السلامة الخاص بالدواء.
هذا الإعلان يأتي في ظل ضغوط متزايدة من حركة “اجعل أمريكا صحية مرة أخرى” (MAHA) التي يقودها كينيدي، والتي تسعى لتفسير الارتفاع الحاد في معدلات التوحد في الولايات المتحدة. إلا أن المجتمع الطبي والعلمي رفض بشكل قاطع هذه المزاعم، مؤكداً أن الأسيتامينوفين يُعد الخيار الأكثر أماناً لتخفيف الألم وخفض الحمى لدى النساء الحوامل، وفقاً للكلية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد.
وفي بيان شديد اللهجة، ردّت شركة Kenvue المصنعة لدواء تايلينول، والتي انفصلت عن شركة Johnson & Johnson عام 2023، مؤكدة أن “أكثر من عقد من الأبحاث الصارمة التي راجعها كبار المهنيين والمنظمين الصحيين العالميين لم تجد أي دليل موثوق يربط الأسيتامينوفين بالتوحد”. وأضافت الشركة أن “النساء ا لحوامل يواجهن خيارات خطيرة في حال التخلي عن هذا الدواء، منها المعاناة من الحمى التي قد تضر بالأم والجنين، أو اللجوء إلى بدائل أكثر خطورة”.
في سياق متصل، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقتها على استخدام دواء قائم على حمض الفولينيك لعلاج أعراض التوحد، بناءً على تجربة سريرية شملت 40 مريضاً فقط. وقد وصف ترامب هذا التطور بأنه “إجابة للتوحد”، إلا أن الباحثين حذروا من التسرع في تبني نتائج أولية، مشيرين إلى أن هذه العلاجات تُستخدم عادةً في سياق علاج السرطان، ولم تثبت فعاليتها بعد في تجارب سريرية واسعة النطاق لعلاج التوحد.
ويُتوقع أن تثير خطوة إدارة الغذاء والدواء، في حال إقرارها، جدلاً تنظيمياً واسعاً، إذ ستضعها في مواجهة مباشرة مع المؤسسات الطبية الرائدة، وتفتح الباب أمام نقاشات علمية وقانونية حول معايير السلامة الدوائية، وحدود التدخل السياسي في السياسات الصحية.