يقول عمر بن الخطاب: “أم يتوا الباطل بعدم ذكره”، لكن بعض الباطل من شدّة طرافته يستحق أن يُذكر، خاصة عندما يكون أقرب إلى مشهد كوميدي يعكس حالة الفوضى في الخطاب السياسي والإعلامي.
قد تتساءلون عن جدوى الكتابة عن بشرى الخليل، لكن الحقيقة أنها تضفي لمسة “كوميدية” على أي ظهور لها، وتنجح دائمًا في إثارة ضحكي مهما كان الموضوع جديًا.
في أحدث إطلالة لها مع الصحافي ربيع شنطف، المعروف بأسئلته الاستفزازية، على منصّة “بيروت تريند”، بمناسبة استدعائها للتحقيق بسبب إساءتها للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بدت بشرى الخليل وكأنها تعيش في مسرحية كتبتها وأخرجتها بنفسها، تبدأ المشهد بصوت مرتفع، بعد أن يسألها المحاور إذا كانت تخشى توقيفها، فتقول: “مين بدو يوقف بشرى الخليل؟ الناس بدها تعرف إنو أنا بشرى الخليل… أنا لست اسمًا عاديًا، أنا واجهة المحامين العرب وليس فقط اللبنانيين، أنا من أهم المحامين بأخلاقي وقيمي وعلمي وإلتزامي”، وبعد أن أغدقت على نفسها صفات “القداسة” أسوة بالمحور التي تنتمي إليه، إشرأبت صارخة: “ما هذه المفردات التي تستعملها”.
نصرالله قديس… والراعي بلا هالة
الخليل لم تكتفِ بتمجيد ذاتها، بل امتدت لت قديس زعيمها، قالت عن أمين عام حزب الله الراحل حسن نصرالله بأنّ التاريخ لم يأت بمثلة منذ ١٠٠ عام، مشدّدة أنه هو وحده من يحق له منح شهادات ب”اللبننة” (الوطنية)، أما البطريرك الراعي، فلا هالة له بحسب قولها “سوى تلك التي صنعتها له جماعته”، وذهبت إلى حد تهديد البطريركية بتقديم “ملفها” إلى القضاء إذا تجرأ أحد على مقاضاتها.
وبشرى الخليل المعروفة باقتناص الفرص والبحث عن الأضواء منذ حتى قبل توليها الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين والأسير الياباني في السجون الإسرائيلية كوتو أكوموتو وغيرهم من الشخصيات المثيرة للجدل، استغلت المقابلة لتعلن تطوّعها للدفاع عن الشيخ نعيم قاسم بالدعوة المقامة ضدّه بتهمة تهديد اللبنانيين بحرب أهلية، فالقضية بالنسبة إليها “وطنية”. فارتجلت على الهواء مباشرة، مرافعة وجهت خلالها اتهامات حادة إلى القوات اللبنانية، واصفة إياها بأنها المختصة بالفتنة، هي التي فتنت على سعد الحريري عند السعوديين.
سوريا المثالية… وسجونها النموذجية
وفي حديثها عن سوريا، لم تترك الخليل مدحًا للأسد الأب إلا وأغدقته، فهو بالنسبة لها “باني مجد سوريا” شاكرة الله على هروب الأسد الابن و”إلا لكان سيُسحل ويُغتصب كما الرئيس الليبي السابق معمّر ال قذافي.
وبخصوص سجن صيدنايا، قالت إنه مجرد إشاعات، وأن التعذيب يقتصر على مراكز التحقيق وليس في السجون، معتبرة أن السجون السورية والعراقية أفضل من اللبنانية
مما لا شك فيه أن إطلالة بشرى الخليل لا يمكن قراءتها كخطاب سياسي جدي، إنما كعرض استعراضي فيه الكثير من تمجيد الذات، وتقديس الزعيم، وشيطنة الخصوم، وتبرير ما لا يبرَّر… وبين تصريح وآخر، يبدو أن شعارها في الحياة بسيط وواضح، خالف تُعرف… وكلما علت النبرة… علا التصفيق.