وكشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، تفاصيل العملية العسكرية الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وأشار إلى استخدام تكتيكات خداع استراتيجي متقدمة، بهدف تحقيق المفاجأة التكتيكية الكاملة، وضمان سلامة القاذفات الأميركية في مواجهة الدفاعات الجوية الإيرانية المشددة.
وقال كين: “انطلقت العملية منتصف ليل الجمعة–السبت، من قاعدة وايت مان الجوية في ولاية ميزوري، حيث أقلعت سبع قاذفات شبح من طراز B-2 سبيريت، تحمل قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، تزن كل واحدة منها نحو 13.6 طناً”.
وفي خطوة غير مسبوقة، انقسمت التشكيلة الجوية إلى مجموعتين: الأولى حلّقت غرباً فوق المحيط الهادئ، متعمدة البقاء ضمن نطاق الرصد عبر الأقمار الصناعية الإيرانية أو الحلفاء، في محاولة لإيهام طهران بأن ضربة أميركية محتملة ستنطلق من الجبهة الآسيوية، والثانية اتجهت شرقاً “بهدوء تام” نحو الشرق الأوسط، عبر مسار طويل فوق الأطلسي وأوروبا، مع اتصالات لاسلكية شبه معدومة طوال الرحلة التي استغرقت 18 ساعة.
وأكد كين أن “فقط عدداً محدوداً جداً من كبار المخططين والقادة في واشنطن وتامبا كانوا على دراية بالمسار الحقيقي للهجوم”.
ولفت إلى أن هجوماً إلكترونياً متزامناً نُفّذ على منظومات الرادار الإيرانية عند الاقتراب من المجال الجوي الإيراني، تزامناً مع إرسال مقاتلات من الجيلين الرابع والخامس (F-22 وF-35) بارتفاعات وسرعات عالية لاجتذاب أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. وكانت هذه الطائرات تعمل كـ”موجة صد” أمام القاذفات، لتستنزف رد فعل الإيرانيين وتكشف قدراتهم.
في هذه الأثناء، استخدمت القوات الجوية الأميركية ما وصفه كين بـ”أسلحة قمع عالية السرعة”، وهي ذخائر مخصصة لتدمير أو تعطيل بطاريات الصواريخ أرض–جو، مما وفّر ممراً جوياً آمناً لطائرات B-2 نحو أهدافها في فوردو ونطنز وأصفهان.
واكتملت الضربة على الأهداف الثلاثة بعد أن أسقطت قاذفات B-2 قنابل خارقة على منشأة فوردو، دون أن تُسجَّل أي محاولة إيرانية ناجحة لإسقاط أو اعتراض الطائرات الأميركية. وعند الانتهاء، عادت القاذفات بهدوء إلى قواعدها في الولايات المتحدة، في أطول مهمة قتالية لطائرة B-2 منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001، وفق ما أكده كين.