مع اقتراب نهاية العام، يجد كثيرون أنفسهم تحت وطأة إرهاق ذهني وضغط نفسي متراكم، بعد أشهر طويلة من الوتيرة السريعة، والمسؤوليات اليومية، والتقلّبات الشخصية والمهنية. وبدلاً من أن تشكّل فترة الأعياد محطة استراحة، تتحوّل أحياناً إلى سباق إضافي من الالتزامات الاجتماعية والتوقعات العائلية، ما يزيد من الشعور بالتعب بدل تخفيفه.
غير أنّ اختصاصيين في الصحة النفسية يؤكدون أنّ اعتماد خطوات بسيطة وعادات واعية خلال الأيام الأخيرة من السنة يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً، ويساعد على إنهاء العام بهدوء، والاستعداد لبداية جديدة بطاقة أكثر توازناً وطمأنينة.
سلوكيات تعزّز العناية بالصحة النفسية
بحسب ما نقلته شبكة CNBC، يرتفع منسوب التوتر لدى كثيرين في نهاية العام، ولا سيما خلال فترة الأعياد. فالضغط المتراكم على مدار السنة يتزامن مع كثافة اللقاءات العائلية، وحفلات نهاية السنة، وما يرافقها من تنظيم وتحضيرات ومسؤوليات إضافية.
وتشير الاختصاصية النفسية وخبيرة العلاقات سابرينا رومانوڤ إلى أنّ هذا الشعور شائع، ويمكن التخفيف منه عبر اعتماد بعض العادات البسيطة التي تساعد على حماية التوازن النفسي.
كتم ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي
من أبرز النصائح التي يُنصح بتطبيقها في نهاية العام، بل والاستمرار بها على المدى الطويل، الحدّ من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكتم الإشعارات غير الضرورية. فالانفصال الجزئي عن العالم الرقمي يتيح مساحة أكبر للتواصل الحقيقي مع الذات ومع الآخرين. وتحذّر رومانوڤ من تأثير المحتوى الذي نستهلكه، مؤكدة أنّ «ما نراه يومياً ينعكس بشكل مباشر على الطريقة التي ننظر بها إلى حياتنا».
فرض الحدود الشخصية
حتى في موسم الأعياد، يبقى من حق الفرد أن يضع حدوده الخاصة. رفض بعض الدعوات، أو تقليص الزيارات، أو تخصيص وقت للهدوء والعزلة، لا يُعدّ أنانية، بل خطوة ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية. وتؤكد المعالجة النفسية أنّ «جعل هذه الفترة من السنة أكثر متعة وأقل توتراً يبدأ بالظهور في الحياة بطريقة تجعلها أكثر راحة وانسجاماً مع الذات».
تخصيص وقت للراحة
ولا تقلّ فترات الراحة أهمية عن أي التزام آخر. فإتاحة وقت خاص للاسترخاء، بعيداً عن الضغوط والواجبات، تساعد على استعادة الطاقة وإنهاء العام بأقل قدر ممكن من الإرهاق، تمهيداً لبدء السنة الجديدة بحيوية أكبر.
وعليه، إن التمهّل، والإصغ اء إلى الذات، وتخفيف وتيرة الحياة في نهاية العام، قد تكون أفضل هدية يمكن تقديمها للنفس. فبهذه الخطوات البسيطة، يمكن استقبال العام الجديد بصفاء ذهني وطاقة أكثر إشراقاً. أهلاً بـ2026.
