"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

النجومية في الصغر…خطرة جدا في الكبر: حالات وآسباب

نيوزاليست
السبت، 27 ديسمبر 2025

النجومية في الصغر…خطرة جدا في الكبر: حالات وآسباب

في كل مرة يتصدر فيها نجم طفولة سابق عناوين الأخبار وهو يعاني من حالة نفسية صعبة، نتساءل عما حدث له. لكن السؤال الحقيقي الذي نادراً ما نجرؤ على طرحه هو: من سمح بحدوث هذا؟

شاهدنا أماندا باينز ، وهي نجمة لامعة في قناة نيكلوديون. مسيرة مهنية رائعة انتهت فجأة بسبب أزمات نفسية حادة، ودخولها المستشفى، وسلوكها الفوضوي على وسائل التواصل الاجتماعي. حالة توضح مدى سرعة انهيار الأمور .

صعد جاستن بيبر إلى الشهرة كطفل معجزة، وشهد صعوداً مذهلاً مصحوباً بضغوط نفسية، ومشاكل إعلامية، ومعاناة من القلق ومشاكل صحية. في السنوات الأخيرة، خفف من وتيرة نشاطه، وألغى حفلات لأسباب طبية ، وركز على التعافي، والعلاقات، وحياة أكثر خصوصية.

عانت بريتني سبيرز من انهيار عصبي علني على مر السنين، ما أدى إلى فرض وصاية قانونية طويلة الأمد عليها من قبل والدها، الأمر الذي قيّد حياتها الشخصية والمهنية. وبعد نزاع علني، أُلغيت الوصاية عام ٢٠٢١، لكنها منذ ذلك الحين ما زالت تثير القلق بسلوكها المتقلب على مواقع التواصل الاجتماعي.

آرون كارتر، نجم البوب ، الشقيق الأصغر لنيك كارتر. حقق شهرة مبكرة، لكنه وقع في براثن الإدمان، وعانى من اضطرابات نفسية، وتوفي بشكل مأساوي في سن الرابعة والثلاثين. قصة تُجسد الجانب المظلم من حياة الشهرة والعواقب الوخيمة التي تُخلفها في سن مبكرة. والقائمة تطول لأطفال تعرضوا لهذه الظروف في سن مبكرة جدًا، ثم انهاروا نفسيًا.

ماذا يحصل؟

يشير الكثيرون إلى عالم الترفيه، والمخدرات، والضغوط، والشهرة. كل هذا صحيح. لكن هناك عاملاً أساسياً يُغفل عنه غالباً، ألا وهو الوالدان. ​​فالطفل لا يختار الأضواء، ولا يوقع العقود، ولا يدرك عواقب الشهرة، أو المال، أو التعرض للضغوط، أو فقدان الخصوصية. الوالدان هما من يختاران نيابةً عنه. فهناك آباء يكتشفون الموهبة ويحمونها، وهناك آباء يغتنمون الفرصة ويستفيدون منها.

عندما يسعى أحد الوالدين لتحقيق ذاته، أو الحصول على التقدير، أو المال، أو الشهرة من خلال طفله، يتحول الطفل إلى أداة، مشروع، منتج. يصبح الحب مشروطًا بالنجاح. تأتي العناق بعد اختبار الأداء. تُقاس قيمة الذات بعدد الإعجابات، والعقود، والتصفيق. الضرر النفسي هنا عميق. فالطفل الذي يُربى بهذه الطريقة لا يطور هوية مستقلة. يتعلم أن قيمته تكمن فقط في تحقيق النتائج. عندما تنطفئ الكاميرات، وعندما يخبو بريق الشهرة، وعندما ينتقل الجمهور إلى شيء آخر، تبقى روح فارغة، مشوشة، وأحيانًا مجروحة بشدة.

تقع على عاتق هذه الصناعة مسؤولية. لكن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الوالدين. فالوالدان يُفترض أن يكونا سنداً لا بائعين. يُفترض بهما أن يعرفا كيف يقولان “لا”، وكيف يوقفان، وكيف يضعان حدوداً، حتى عندما يكون الأمر مغرياً، حتى عندما يبدو براقاً، حتى عندما يبدو وكأنه فرصة لا تتكرر.

الشهرة في سن مبكرة ليست هبة، بل هي خطر نفسي جسيم. فبدون دعم عاطفي قوي، وحدود واضحة، ووالد يُدرك أن دوره هو الحماية لا الترويج، قد تكون العواقب وخيمة. وعندما نرى اليوم نجوم الطفولة السابقين يفقدون صوابهم، ويعانون من اضطرابات نفسية، أو إدمان، أو يعيشون في الشوارع، فليس ذلك صدفة، بل هو نتيجة حتمية.

المقال السابق
على الحدود السورية اللبنانية: اعتقال 12 شخصاً بينهم ضباط من فلول الأسد
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

روسيا تبدأ أولى التجارب السريرية للقاح واعد ضد السرطان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية