"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

المماطل المتأخر دومًا: قراءة في نفسية الشخص الذي لا يلتزم بمواعيده

كريستين نمر
الجمعة، 14 نوفمبر 2025

المماطل المتأخر دومًا: قراءة في نفسية الشخص الذي لا يلتزم بمواعيده

يتعرّض الكثير من الأشخاص لمواقف إحراج نتيجة تأخرهم المستمر، سواء عن المواعيد الاجتماعية أو العملية. هذا السلوك، الذي يراه البعض مجرد عادة مزعجة، قد يكون في الحقيقة انعكاسًا لنمط نفسي معقد يحتاج للفهم أكثر منه للانتقاد.

السمات المشتركة للمتأخرين المزمنين

الأشخاص الذين يعانون من التأخر المزمن لا يجدون في الالتزام بالمواعيد أهمية كبيرة، ما يسبب التوتر لأصدقائهم وعائلاتهم وقد يؤثر سلبًا على حياتهم الشخصية والمهنية. بعضهم يستخدم التأخر كوسيلة للتأثير على الآخرين، أو كطريقة لإبراز الذات، كما يفسّر علماء النفس.

هناك أنواع مختلفة من المتأخرين:

• المبدعون والمهنيون الذين يعملون تحت الضغط: مثل الفنانين والمصممين والممثلين والكتاب، يجدون في “اللحظة الأخيرة” حالة من التحفيز تجعلهم أكثر إنتاجية.

• الأنانيون أو أصحاب الأنا المتضخمة: يستعملون التأخر لإظهار سلطتهم أو أهميتهم، مثل بعض الأطباء والمحامين أو الشخصيات العامة، حيث تصبح الانتظار في “قاعة الانتظار” رمزًا لمكانتهم.

• المتأخرون المرتبطون بالمرحلة “الشرجية”: وفقًا لفرويد، هؤلاء الأشخاص يواصلون، في مرحلة البلوغ، نمطًا من السيطرة والتمتع بالانتظار الذي بدأ منذ الطفولة، وهو مرتبط بالسيطرة على الذات والحرص على النظافة والنظام.

• المماطلون (Procrastinateurs): هؤلاء يواجهون صعوبة في اتخاذ القرارات أو القيام بالمهام اليومية، ويؤجلون حتى أبسط الأمور، ما يؤدي أحيانًا إلى مشاكل كبيرة في حياتهم الشخصية والمهنية.

الأسباب النفسية وراء التأخر

التأخر المزمن يمكن أن يكون نتيجة الخوف من المسؤولية، أو الرغبة في السيطرة على الآخرين، أو التعلق بعادات الطفولة. كما أن بعض الشخصيات النرجسية تجد في التأخر وسيلة للفت الانتباه أو لإثبات الذات.

الحلول الممكنة

فهم الأسباب هو الخطوة الأولى، في الحالات البسيطة، يمكن أن يساعد الالتزام بجدول واضح ومراقبة الوقت، مع محاولة إدراك دوافع التأخر. أما في الحالات المزمنة، فقد يكون اللجوء إلى العلاج النفسي ضروريًا، سواء من خلال العلاج النفسي التحليلي للأشخاص النرجسيين أو العلاج السلوكي المعرفي للمماطلين والمهووسين بالتأجيل.

عامل الثقافة والبيئة

لا يمكن تجاهل أن مفهوم الوقت يختلف من ثقافة إلى أخرى؛ ففي اليابان وألمانيا يُعتبر الالتزام بالمواعيد جزءًا من السلوك المثالي، بينما في مناطق أخرى، مثل دول الشرق الأوسط وبعض مناطق إفريقيا والبرازيل، التأخر يُعتبر أمرًا عاديًا ومقبولًا اجتماعيًا. وحتى في فرنسا، هناك تقاليد مثل “ربع ساعة المجاملة” التي تسمح بتأخر بسيط عند الدعوات الاجتماعية.

وعليه، فإن التأخّر المزمن ليس مجرد عادة مزعجة، بل انعكاس لأنماط نفسية وسلوكية متعددة. وفهم هذه الدوافع يمكن أن يساعد في التعامل مع المتأخرين بطريقة أكثر فعالية، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، مع الأخذ في الاعتبار أن العلاج النفسي قد يكون الحل الأمثل للحالات الأكثر تعقيدًا.

المقال السابق
رواية إسرائيلية: وحدة الاغتيالات في حزب الله اغتالت إلياس الحصروني
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

خمس عادات بسيطة تبطئ الشيخوخة وتطيل العمر

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية