عيّن لبنان السفيرَ السابق لدى واشنطن سيمون كرم ليكون أوّل شخصية مدنية تُمثّله في اجتماعات لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية “الميكانيزم”، التي عقدت اجتماعها اليوم الأربعاء بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس.
فمن هو سيمون كرم؟
وُلد سيمون كرم في 2 شباط 1950 في بلدة جزين جنوب لبنان، وينتمي إلى عائلة مارونية عريقة أنجبت البطريرك المعوشي.
خالُه هو النائب السابق جان عزيز، الشخصية الدستورية البارزة التي عُرفت باعتدالها وانفتاحها ورفضها لمنطق التقوقع، وكان من أركان الشهابية وأبرز وجوه جزين، كما طُرح اسمه لرئاسة الجمهورية عام 1988 لكنه رفض زيارة حافظ الأسد حين طُلب منه ذلك.
التحق كرم بجامعة القديس يوسف ونال إجازة في الحقوق، وهي المرحلة التي أسست لأسلوبه التحليلي في مقاربة الشأن العام. وبعد تخرجه، مارس المحاماة وتزوج عام 1997 من أليس مغبغب، ولهما ثلاثة أولاد.
قبل دخوله السلك الدبلوماسي، شغل منصبين إداريين رفيعين: محافظًا للبقاع في بداية عهد الرئيس الراحل إلياس الهراوي عام 1991، لكنه لم ينسجم مع غازي كنعان، ثم محافظًا لبيروت في الفترة نفسها.
في عام 1992 عُيّن سفيرًا للبنان في الولايات المتحدة وقدّم أوراق اعتماده لل رئيس جورج بوش الأب في 8 أيلول. لكن علاقته بسفير سوريا في واشنطن لم تكن جيدة، كما اصطدم لاحقًا بوليد المعلم بسبب محاولات الهيمنة على القرار اللبناني، ما دفعه إلى الاستقالة والعودة إلى بيروت.
أسّس مع إدمون رزق “لقاء جزين أولًا”، ودعا إلى انسحاب إسرائيل من الجنوب، ثم أسّس لاحقًا حركة “معًا لبنان” بمشاركة سمير فرنجية وفارس سعيد وطوني فرنسيس وآخرين. وهو من مؤسسي “قرنة شهوان” عام 2000، ومن عرّابي اتفاق الطائف، ومن أبرز المقرّبين من البطريرك الراحل نصرالله صفير. كما كان حاضرًا في تجربة 14 آذار ولعب دورًا محوريًا في مصالحة الجبل عام 2001.
عُرف كرم بمواقفه الحادّة تجاه النفوذ السوري والسلاح خارج الدولة، وكان من أوائل الموقعين على بيان التضامن مع الانتفاضة السورية في نيسان 2011.
ذكرى حبيب صادق
وفي تموز الماضي، وخلال إحياء ذكرى حبيب صادق في الجامعة اليسوعية، أثارت كلمته جدلًا واسعًا واعتراضًا من مؤيدي “حزب الله” وحركة “أمل”، ما أدى إلى انسحاب عدد من المشاركين، بينهم نواب. قال يومها: “إن شروط إنهاء الحرب جاءت أفدح من الحرب نفسها. وما يزيد الأمور بشاعة أن الذين أذعنوا لوقف إطلاق نار من طرف واحد مع إسرائيل، يطلقون نارًا سياسية وأمنية على الداخل، ساعين إلى بعث ما اعتبروه غلبة في سنوات قصيرة عجاف، أدّت بالبلاد إلى هذا الخراب العميم… يهاجمون الدولة لاعتمادها الخيار الدبلوماسي، وهو الوحيد المتاح بعد النكبة؛ والجيش بحجة أنه عاجز عن حماية الناس؛ والقوات الدولية لسعيها تنفيذ القرارات الدولية؛ وسائر اللبنانيين إذا قالوا لهم: كفى.”
