"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

اكتشف شخصيتك... من خلال إمضائك

نيوزاليست
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

اكتشف شخصيتك... من خلال إمضائك

قد يبدو توقيع الشخص مجرد خطوط عابرة أو حروف متشابكة، لكنه في الحقيقة مرآة عميقة لشخصيته وحالته العاطفية وعلاقته بالآخرين. فالتوقيع ليس مجرد إجراء إداري، بل عمل هوية يعكس طريقة تعاملنا مع العالم ومع أنفسنا. وعندما يصبح غير مقروء، يثير فضول علماء النفس، الذين يربطونه بالسمات النفسية والسلوكيات الداخلية للفرد.

هوية غامضة

على عكس النصوص المكتوبة التي تهدف لنقل المعلومات، يعتبر التوقيع إعلانًا عن الذات، لكن عندما يتحول إلى خطوط غير واضحة أو حلقات مبهمة، قد يشير ذلك إلى رغبة الشخص في الحفاظ على غموضه والسيطرة على ما يكشف عنه من ذاته.

تشير دراسة من جامعة برشلونة إلى أن الأشخاص الذين يوقعون بطريقة غير واضحة يقدّرون خصوصيتهم وحاجتهم للاحتفاظ بمساحة شخصية، بينما الذين يوقعون بوضوح وحرص يظهرون انفتاحًا أكبر وثقة بالنفس في علاقاتهم الاجتماعية.

آلية دفاع غير معلنة

التوقيع غير المقروء يعمل أحيانًا كفلتر نفسي غير واعٍ، وتشكّل الخطوط المتشابكة حاجزًا رمزيًا يحمي صاحبها من كشف شخصيته بالكامل

إلا أن، خلف هذا الإهمال الظاهر، قد تكمن رغبة متعمدة في إخفاء بعض التفاصيل عن الآخرين حتى في أبسط الأسماء، يحاول الشخص المحافظة على مساحة أمان من الحكم أو التوقعات أو الالتزامات.

تأثير السياق الثقافي

تفسير التوقيع يعتمد أيضًا على الثقافة والسياق الاجتماعي. ففي الثقافات التي تركز على السرعة والكفاءة، قد يُنظر إلى التوقيع غير المقروء كوسيلة لتوفير الوقت أو علامة على الحداثة.

أما في المجتمعات التي تعطي أهمية للتفاصيل والدقة، فقد يُعتبر عدم وضوح التوقيع علامة على الإهمال أو قلة الانضباط، لذلك، قد تُفسّر نفس التوقيعات بطرق مختلفة في طوكيو، باريس، أو مدريد

تأثير اللاوعي

بالنسبة للكثيرين، أصبح التوقيع إجراءً آليًا يتم بسرعة خلال الانشغال اليومي، ومع ذلك، حتى في هذا التلقائية، يختار الشخص أحيانًا تضخيم بعض الحروف، حذف أخرى، أو تغيير سرعة الكتابة.

تلك التفاصيل الصغيرة تكشف الكثير عن صاحب التوقيع، إذ يجمع بين الالتزام الإداري ومساحة التعبير الشخصي الحر، وهو ما يجعل منه نافذة دقيقة على الأبعاد النفسية العميقة للفرد.

إذن، التوقيع هو أكثر من مجرد اسم مكتوب على ورقة، إنه مرآة للهوية الداخلية، وطريقة لتقديم الذات، وتعكس العلاقة بين الرغبة في الخصوصية والانفتاح على الآخرين، فحتى أبسط الحروف المتشابكة تحمل رسائل صامتة عن شخصيتنا وطريقة تعاملنا مع العالم.

المقال السابق
بسبب رفض بحث اقتراع المغتربين…مجلس النواب بلا نصاب
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

المجاملة.. فن يتطلّب الصدق والحذر معًا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية