اهتز الرأي العام الألماني والأمريكي بجريمة بشعة راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 20 عاما، يحمل على وجهه ندوبا غائرة بعد تدخله لحماية سيدتين من تحرش شابين في قطار بمدينة دريسدن الألمانية. فما التفاصيل؟
أطلقت حملة تبرعات لصالح الشاب الأمريكي جون رودات البالغ من العمر 20 عاما، والذي تعرض لهجوم طعن في ترام بمدينة دريسدنشرقي ألمانيا. وتهدف الحملة إلى تغطية تكاليف علاجه، وفقا لمنصة “GoFundMe” الإلكترونية، التي أطلقتها صديقة شقيق الضحية، وقد تجاوز المبلغ المتبرع به إلى حدود الآن أكثر من 45 ألف دولار.
وأعلنت الشرطة الألمانية أمس الاثنين 25 أغسطس/ آب 2025 أن الشاب الأمريكي أصيب في وجهه خلال هجوم طعن في ترام مساء السبت الماضي، ولا يزال في المستشفى، ولا تهدد إصابته حياته. وقالت الشرطة إن الهجوم وقع عندما تدخل الرجل لمنع رجلين من مضايقة نساء في الترام، وتعرض للهجوم من قبل أحد الجانيين، الذي لاذ بالفرار.
وكان الشاب الأمريكي قد أكمل مؤخرا تدريبه كمسعف، وعمل مساعد إنقاذ على مدار الثمانية عشر شهرا الماضية. وأشارت حملة التبرعات إلى أنه يواجه الآن تحديات في التعافي، جسديا ونفسيا وماليا.
الضحية: “أحمل هذه الندبة بفخر”
صرح الشاب الأمريكي المصاب جوناثان رودات خلال حديثه لصحيفة “Tag24” الألمانية قائلا: “كنت في طريقي إلى النادي مع صديقين. في القطار، “تحرش شاب بسيدة ولمسها وصرخ في وجهها بصوت عال. ثم دفعها الشاب السوري، مجد د. البالغ من العمر 21 عاما، فصرخت طلبا للمساعدة، فتدخلت”.
ركله أحد المعتدين ولكمه، ثم طعنه الآخر في وجهه ثلاث مرات على الأقل بسكين طوله حوالي 15 سم. قُطع أنف جون إلى نصفين. ولا يزال الجاني هاربا، إذ لم تتمكن الشرطة من القبض عليه بعد.
رغم إصاباته الخطيرة، يقول جون إنه لن يتردد في تكرار موقفه، خلال حديثه مع صحيفة “تاغ24”. وأضاف: “أحمل هذه الندبة بفخر، سأكرر موقفي في أي وقت، مهما كان لون بشرة الشخص التالي”.
جون يعلق على مشكل الهجرة
تحدث الشاب الأمريكي في فيديو نشره على صفحته الخاصة على إنستغرام حول مشكلة الهجرة في ألمانيا. وقال “إذا كان بإمكانهم فعل هذا بالألمان ثم إطلاق سراحهم ببساطة، فأين القانون؟“.
وتناولت صحف ألمانية كثيرة محتوى الفيديو، منها صحيفة فوكوس الألمانية، التي أشارت إلى أن الشاب المصاب بجروح بليغة، قال إن “المهاجم مهاجر غير شرعي، وتاجر مخدرات معروف جدا هنا، وخاصة بين أفراد الشرطة. إنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا. كما أنها ليست المرة الأولى التي يتم خلالها الاعتداء على امرأة بالضرب”.
أين وصلت التحقيقات؟
بعد الاعتداء، احتجزت الشرطة شابا سوريا يبلغ من العمر 21 عاما على صلة بالقضية اسمه مجد د.، ولكن تم إطلاق سراحه بعد أن قرر الادعاء العام في دريسدن عدم وجود أسباب لاعتقاله لأنه لم ينفذ الهجوم. وتجري السلطات تحقيقات ضده وضد المشتبه به الآخر، الذي لم تحدد هويته بعد، بتهم تشمل الإيذاء البدني الخطير.
يبحث المحققون عن شهود، خاصة من بين الركاب الذين كانوا على متن الترام. وذكرت صحيفة “بيلد”، نقلا عن متحدث باسم الشرطة، أن الشاب المعتقل البالغ من العمر 21 عاماً قد أُفرج عنه لأن هذا كان قرار مكتب المدعي العام.
وصرح المدعي العام الأول، يورغن شميدت، للصحيفة قائلا: “بحسب تقييم المدعي العام المناوِب، لم تكن هناك أسباب كافية للاحتجاز. ولا يمكن نسب الهجوم بالسكين إليه”. ووفقاً لصحيفة “بيلد”، لم يرَ المدعون أي فرصة لإ صدار مذكرة توقيف بحق الرجل المعتقل، فالرجل لديه إقامة دائمة، ورغم مغادرته مسرح الجريمة، لا يوجد خطر واضح منه.