"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

ابتسم لتمتلك العالم.. هكذا يحدث تعبير بسيط فرقًا كبيرًا؟

كريستين نمر
الثلاثاء، 15 يوليو 2025

ابتسم لتمتلك العالم.. هكذا يحدث تعبير  بسيط فرقًا كبيرًا؟

منذ اللحظات الأولى التي نفتح فيها أعيننا على هذا العالم، نُقابل بابتسامة دافئة من والدَيْنا والطبيب والممرضات… لنبدأ بعد بضعة أسابيع فقط، بتقليد هذه الابتسامة، فتظهر أولى إشاراتنا الاجتماعية، التي من خلالها نعبّر عن سعادتنا الفطرية بالتواصل.

قديمًا قالها الشاعر الروماني فيرجيل: “الطفل يتعرّف على أمه من ابتسامتها، التي هي بدورها ترد عليه بابتسامة لطمأنته”، ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف العلم عن اكتشاف أبعاد جديدة لهذا التعبير البسيط، الذي تبيّن أنه أكثر من مجرد حركة تلقائية، إنما وسيلة فعالة للتأثير، والتواصل، وتحسين جودة الحياة.

وفقًا لعالم الاجتماع الفرنسي ميشيل فيز، الباحث في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا، فإن “الابتسامة هي ما يوجد وراء الضحك” أي أنها تعبير مستقل بذاته، ذو فوائد نفسية واجتماعية مثبتة، لا تتطلب حسًا فكاهيًا، فبمجرّد الابتسامة، سواء تلقيناها أو قدمناها، يتحسن مزاجنا، وتترسّخ علاقاتنا، ويتعزز تفاعلنا الإيجابي مع الآخرين.

في دراسة شهيرة أُجريت عام 1982، طلب الباحثان كريس كلاينك وجانيس والتون من المشاركين أن يبتسموا أثناء مقابلات شخصية، ثم قيّما حالتهم المزاجية، فتبيّن أن الجميع شعر بمزاج إيجابي واعتبروا التفاعل مع الطرف الآخر ممتعًا، حتى دون سبب مباشر للسعادة، ما خلصا إلى القول إن ” الابتسامة لا تعبّر فقط عن السعادة، بل تخلقها.

ما هو الشكل المثالي للابتسامة ؟

بحسب باحثين من جامعة ساو باولو، فإن الابتسامة العريضة، التي تظهر فيها الأسنان بوضوح، تُعد الأكثر تأثيرًا، فكلما اتسعت الابتسامة، زاد الانطباع الإيجابي عن الشخص، من حيث اللطف والجاذبية والودّ، كذلك، أظهرت تجارب ميدانية أن المرأة التي تبتسم في الأماكن العامة تُلاحظ بشكل أكبر، ويتفاعل معها الآخرون بنسبة أعلى بكثير من التي لا تبتسم.

ولكن كيف يمكن التمييز الابتسامة الصادقة من المزيفة؟

بحسب الدراسات فإن الشخص العادي يبتسم سبع مرات يوميًا فقط منها مرة واحدة على الأقل بطريقة غير صادقة، وعلى الرغم من إمكانية تصنّع الابتسامة، إلا أنه باستطاعة الأشخاص التمييز بين الابتسامة الصادقة وتلك المزيّفة، فالابتسامة التي تُفعّل العضلات حول العينين أو ما تعرف باسم “دوشين”، يُنظر إليها على أنها أكثر صدقًا وتأثيرًا من الابتسامات المصطنعة، وهذا ما يحدث غالبًا مع نادلة المقهى، التي كلما زادت ابتسامتها دفئًا، كلما أكرمناها بمقدار أعلى من البقشيش!

من يبتسم أكثر النساء أم الرجال؟

بيّنت الأبحاث أن النساء يبتسمن أكثر، وبشكل أكثر وضوحًا، مقارنة بالرجال، ويُعتقد أن الصور النمطية الاجتماعية حول “الرجولة” تلعب دورًا في كبح التعبير عن مشاعرهم، وهذا الفرق لا يظهر قبل سن التاسعة، ليتطور تدريجيًا خلال سنوات ما قبل المراهقة، حيث يتبنى الأطفال سلوكيات بني جنسهم.

ويبقى الخبر الجيّد في كل هذا، أن الابتسامة ليست موهبة فطرية فحسب، بل يمكن أن تتحوّل إلى عادة يومية يمكن تغذيتها بالوعي والممارسة، فالدراسات تؤكد أن الابتسامة معدية، إذ يكفي أن تبتسم لتجد كثيرين يردون بالمِثل…

ونصيحة.. ابتسم اليوم… وستفاجئك النتيجة غدًا.

المقال السابق
براك يدافع عن وحدة سوريا ويحذر لبنان من الوقوع في حرب اهلية بسبب سلاح حزب الله
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

خليلي جمالك"... مصوّرة تفضح "قبح" الهوس بمعايير الجمال في لبنان"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية