"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

عبدالله أبو زرقة... مات جوعًا ففضح صمت "الإنسانية"

كريستين نمر
الأربعاء، 20 أغسطس 2025

عبدالله أبو زرقة... مات جوعًا ففضح صمت "الإنسانية"

تجسّدت المأساة في غزة، حيث تُسرق الطفولة يوميًا، ويطرق الجوع والموت أبواب المنازل، في أصغر أبنائها. لم يكن عبدالله أبو زرقة، ابن الخمس سنوات، مجرد رقم آخر في سجل الضحايا، بل صرخة حيّة كشفت حجم الألم والمعاناة.

“أنا جوعان” — كلمات خرجت من شفاه عبدالله المنهكة بالجوع والمعاناة، قبل أن يسلم الروح بعد صراع طويل ومؤلم مع سوء التغذية ونقص الدواء. جاءت هذه الكلمات لتشهد على مأساة آلاف الأطفال المحاصرين بالجوع والمرض، وسط عالم يراقب بصمت تشديد الحصار عليهم من قبل وحش لم يرتوِِ بعد من دمائهم.

رحيل عبدالله، الذي انتُزع من حضن وطنه المتضوّر جوعًا، إلى سرير في أحد مستشفيات أضنة التركية، لم يكن نهاية مأساة عائلته المنكوبة، بل بدايتها. فها هم أهله يقفون على أعتاب فاجعة جديدة، ينتظرون رحيل شقيقته حبيبة، بعد أن عجز الأطباء عن مداواة جسدها الصغير المنهك بالجوع والمرض.

موت طفل جائع في زمن الوفرة والتقدّم التكنولوجي يضع الإنسانية أمام اختبار أخلاقي صارخ:

كيف تبقى الصرخات البريئة بلا صدى؟

وكيف لا تتحوّل كلمات طفل يحتضر، مستجديًا رغيف خبز، إلى رمز عالمي يُجسّد حجم المأساة؟

وهل تكفي تلك المساعدات الباهتة، التي تُرمى عليهم بلا ذرة إنسانية، في وقت تتحضّر فيه إسرائيل لحرب قد تكون أكثر فتكًا؟

وفاة عبدالله يجب أن لا تمرّ مرور الكرام، بل يجب أن تتحوّل إلى جرس إنذار جديد ودعوة عاجلة للتحرّك الفوري لوقف الحرب وآلة الموت، ورفع الحصار، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة أطفال غزة.

واجبنا أن لا ندع العالم ينسى كلمات عبدالله: “أنا جوعان”، بل علينا أن نحوّلها إلى شعار يكشف حجم المأساة ويفضح صمت الضمائر المتواطئة…

عبدالله رحل صغيرًا، لكن كلماته ستبقى شاهدة على أطفال ماتوا جوعًا في القرن الواحد والعشرين.

الإنسانية تُختبر اليوم، وواجبها أن تنتصر.

المقال السابق
بإنزال جوي.. التحالف الدولي يستهدف خليفة "داعش" الخامس
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

أسبوعان بلا سكر.. نتائج مدهشة لجسمك ووجهك

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية