في زيارة هي الثالثة من نوعها هذا العام، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظي ره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وسط تصاعد الجهود لإيجاد تسوية مع روسيا بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الحرب المستمرة.
زيلينسكي يطلب دعمًا جويًا.. وترامب يشكك في نوايا بوتين
بعد يوم واحد فقط من مكالمة مطولة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد زيلينسكي أن الهدف الرئيسي من زيارته إلى واشنطن هو تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية. ووفقًا لتقارير إعلامية أوكرانية، أجرى زيلينسكي بعد اللقاء مكالمة جماعية مع عدد من القادة الأوروبيين.
وخلال لقائهما، شدد زيلينسكي على أن روسيا تواصل قصف المدن والبنية التحتية المدنية والمستشفيات في أوكرانيا بشكل يومي، مطالبًا ترامب بتزويد بلاده بصواريخ “توماهوك” الأميركية بعيدة المدى والدقيقة، والتي يمكنها استهداف عمق الأراضي الروسية. ويبدو أن هدف زيلينسكي من هذا الطلب هو شل صناعة النفط الروسية التي تموّل آلة الحرب الروسية.
ترامب: “أنهيت ثماني حروب.. وهذه التاسعة”
من جانبه، لم يفوت ترامب الفرصة للتفاخر بإنجازاته، قائلاً: “أنهيت ثماني حروب، وأوكرانيا هي الحرب التاسعة. لم يتمكن أي رئيس من إنهاء حرب واحدة، بل كانوا يبدؤون الحروب ولا ينهونها، حتى تلك التي لا علاقة لنا بها. ومع ذلك، لم أحصل على جائزة نوبل للسلام”.
وأشار ترامب إلى نجاحه في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قائلاً: “أحمل زخمًا كبيرًا ومصداقية عالية. لم يكن أحد يعتقد أن ذلك ممكن، لكننا نجحنا. 59 دولة من مختلف الأديان – الإسلامية واليهودية والمسيحية – وافقت على الاتفاق”.
قلق أميركي من نوايا موسكو.. وزيلينسكي يراهن على ترامب
أعرب ترامب عن قلقه من أن يكون بوتين يخدعه، قائلاً: “أعتقد أنه يحاول كسب الوقت. كان من المفترض أن يفوز في هذه الحرب خلال أسبوع، لكن الحظ والطقس وغباء بعض الجنرالات غيّروا المعادلة. عندما علقت دباباتهم في الوحل، أنا من زودهم بصواريخ جافلين، وليس أوباما. أوباما أعطاهم أغطية فقط”.
أما زيلينسكي، الذي بدا أكثر حذرًا بعد “الكمين” الذي تعرض له في لقائه الأول مع ترامب ونائبه، فقد أثنى على الرئيس الأميرك ي قائلاً: “أظهرت للعالم أنك قادر على إدارة وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط. آمل أن تفعل الشيء نفسه في أوكرانيا. إنها فرصة كبيرة، وأنا أؤمن بقدرتك على النجاح”. ورد ترامب مادحًا مظهر زيلينسكي: “بليزر أنيق للغاية”.
توماهوك على الطاولة.. وتحذيرات روسية
ورغم إشادة زيلينسكي، بدا ترامب مترددًا في تلبية طلبه، قائلاً: “نحن بحاجة إلى صواريخ التوماهوك، ولسنا في عجلة من أمرنا لإرسال ما نحتاجه للدفاع عن بلدنا. لقد أرسلنا الكثير لأوكرانيا خلال السنوات الأربع الماضية. لدينا أقوى جيش وأقوى أسلحة في العالم، لكنني أريد أن تنتهي هذه الحرب”.
من جهته، كان الكرملين قد أعرب سابقًا عن رفضه القاطع لتسليم صواريخ التوماهوك لأوكرانيا، محذرًا من أن استخدامها سيشكل “تصعيدًا جديدًا” في العلاقات مع الولايات المتحدة. وقال يوري أوشاكوف، مستشار بوتين، إن “الرئيس أوضح أن هذه الصواريخ لن تغير الوضع في ساحة المعركة، لكنها ستلحق ضررًا بالغًا بالعلاقات بين البلدين وفرص التوصل إلى تسوية سلمية”.
أمل أوكراني في إنهاء الحرب
رغم التحذيرات الروسية، أصر زيلينسكي على موقفه، قائلاً لترامب: “أنا واثق أننا سننهي هذه الحرب بمساعدتك. روسيا لا تحقق أي نجاحات ميدانية، وتتكبد خسائر فادحة – اقتصاديًا وبشريًا. هذه لحظة حاسمة، وأؤمن أننا قادرون على إنهائها، رغم أن بوتين لا يريد ذلك”.
وفي أعقاب المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعتين ونصف بين ترامب وبوتين، أعلن الرئيس الأميركي عن لقاء مرتقب بينهما في المجر، في محاولة لفتح مسار دبلوماسي غير مباشر لإنهاء الحرب.
