قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين اليوم الأربعاء إن الجيش اتخذ الخطوات الأولى من عملية مزمعة للسيطرة على مدينة غزة، وذلك بعد اشتباك مع مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوبي خان يونس.
وأضاف المتحدث عقب اشتباك قوات إسرائيلية اليوم: “سنكثف هجومنا على حماس في مدينة غزة المعقل الحكومي والعسكري للمنظمة الإرهابية”.
وقال إن القوات بدأت بالفعل في تطويق أطراف مدينة غزة، وإن حماس أصبحت الآن قوة حرب عصابات “منهكة ومستنزفة”.
وتابع: “بدأنا العمليات التمهيدية والمراحل الأولى من الهجوم على مدينة غزة، وقوات الجيش الإسرائيلي تسيطر الآن على أطراف مدينة غزة”.
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقليل المهلة الزمنية للسيطرة على معاقل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وهزيمة الحركة.
قبل ذلك، أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم خطة السيطرة على مدينة غزة وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط تمهيداً لتنفيذ العملية، في خضم انتظار ردّ إسرائيلي رسمي على مقترح الهدنة المطروحة لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 22 شهراً.
وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية أقرّت في مطلع آب/ أغسطس خطة للسيطرة على مدينة غزة، وتوسيع عملياتها في القطاع الفلسطيني.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنَّ كاتس “أقرّ خطة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة”، ووافق “على إصدار أوامر استدعاء جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ المهمة”، ويقدّر عددهم بنحو 60 ألف جندي.
كما وافق وزير الدفاع الإسرائيلي على “التحضيرات الإنسانية لإجلاء” السكان من مدينة غزة.
ومنذ أكثر من أسبوع، تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة في أحياء في مدينة غزة، لا سيما حي الزيتون ومنطقتي الصبرة وتل الهوى. ويتحدّث سكان عن قصف عنيف لا يتوقّف.
نزوح
ونزح آلاف الفلسطينيين من سكان المناطق الشرقية في مدينة غزة تحسباً لهجوم إسرائيلي قد يكون وشيكاً.
وذكر رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة مصطفى قزعاط أن “أعداداً كبيرة” من إلى المناطق الغربية وإلى مدن ومخيمات وسط القطاع.
ووصف قزعاط الوضع في مدينة غزة ب”الكارثي جداً”، مشيراً إلى أن غالبية الذين نزحوا “يتواجدون في الطرق والشوارع بلا مأوى”.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 25 شخصاً الأربعاء في مناطق مختلفة من قطاع غزة بنيران إسرائيلية وفي غارات جوية.
مقترح الهدنة
ويأتي قرار وزير الدفاع بعد يومين من إعلان حركة “حماس” موافقتها على مقترح جديد للهدنة في قطاع غزة. ويترقّب الوسطاء الردّ الإسرائيلي عليه.
وتقول مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي إنَّ المقترح ينص على هدنة من ستين يوماً تترافق مع تبادل رهائن ومعتقلين فلسطينيين على دفعتين، على أن يتم الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين و18 جثة في الدفعة الأولى، والباقي في الدفعة التالية. كما ينص على بدء مفاوضات فورية بعد بدء وقف إطلاق النار من أجل اتفاق يمهّد لوقف الحرب.
وأشار مسؤول إسرائيلي بارز الثلاثاء إلى أنَّ الحكومة الإسرائيلية تريد إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة في أي اتفاق مقبل.
ومن أصل 251 شخصاً اقتيدوا الى قطاع غزة خلال هجوم “حماس” على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم لقوا حتفهم.
وتسبب الهجوم باندلاع الحرب المتواصلة منذ أكثر من 22 شهراً والتي تخللتها هدنتان تم خلالهما إطلاق عدد من الرهائن مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وجرت خلال الأشهر الماضية جولات تفاوضية عدة بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة بين إسرائيل و”حماس” لم تفضِ إلى نتيجة.
وأسفر هجوم حماس على الدولة العبرية عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة “فرانس برس” يستند إلى بيانات رسمية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة عن مقتل 62122 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.