بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على وفاة الملياردير إسحاق أنديك، مؤسس علامة الأزياء العالمية “مانغو”، بدأت ا لسلطات الإسبانية بإعادة التحقيق في ملابسات وفاته، وسط مؤشرات جديدة قد تُحوّل القضية من “حادث عرضي” إلى “جريمة قتل محتملة”.
وكان أنديك، البالغ من العمر 71 عامًا، قد لقي مصرعه في 14 كانون الاول 2024 إثر سقوطه من جرف خلال نزهة في منطقة مونتسيرات الجبلية قرب برشلونة، برفقة ابنه الأكبر جوناثان.
ورغم أن الشرطة صنّفت الحادث في البداية على أنه وفاة عرضية، إلا أن تناقضات في شهادة الابن دفعت المحققين إلى إعادة النظر في القضية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “إل باييس” الإسبانية، تم تغيير وضع جوناثان، البالغ من العمر 44 عامًا، من شاهد إلى مشتبه به، بعد أن كشفت التحقيقات عن سلسلة من الأدلة الظرفية والتصريحات المتضاربة التي أثارت شكوكًا حول روايته. كما استند المحققون إلى شهادة شريكة أنديك، لاعبة الغولف المحترفة إستيفانيا كنوت، التي تحدثت عن توتر في العلاقة بين الأب وابنه.
وقد سمح القضاء الإسباني للشرطة بفحص هاتف جوناثان المحمول، في خطوة تعكس جدية التحقيقات الجارية. ورغم ذلك، لم تصدر الشرطة حتى الآن أي بيان رسمي بشأن التطورات الأخيرة.
في سياق متصل، نشب خلاف مالي بين زوجة أنديك وأبنائه الثلاثة حول تقسيم الميراث، الذي قُسّم بالتساوي بين جوناثان وجوديث وسارة، بينما طالبت الزوجة بحصة أكبر، ما أدى إلى تعثر المفاوضات.
جوناثان، الذي بدأ مسيرته المهنية في “مانغو” عام 2005، كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، لكنه استقال من منصبه بعد وفاة والده في يونيو الماضي.
يُذكر أن إسحاق أنديك، الذي وُلد في تركيا لعائلة يهودية وهاجر إلى إسبانيا عام 1969، أسس شركة “مانغو” عام 1984 في برشلونة مع شقيقه ناخمان.
وتُعد “مانغو” اليوم من أبرز شركات الأزياء العالمية، حيث تمتلك أكثر من 2600 متجر في نحو 115 دولة، وتنافس علامات كبرى مثل “زارا”.
وقدرت ثروة أنديك عند وفاته بنحو 4.5 مليار يورو، ما جعله أغنى رجل في إقليم كتالونيا وأحد أبرز أثرياء إسبانيا.