حذّر المبعوث الاميركي الخاص من أن لبنان يُواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرك بيروت لمعالجة مخزونات أسلحة حزب الله.
وصرح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا، لصحيفة “ذا ناشيونال” بأن لبنان بحاجة إلى حلّ هذه القضية وإلا فقد يواجه تهديدًا وجوديًا.
وقال: “إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام من جديد. ويقول السوريون إن لبنان منتجعنا الشاطئي. لذا علينا التحرك. وأنا أعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يُحبطني”.
عندما سُئل عن سبب عدم التزام الرئيس جوزيف عون علنًا بجدول زمني لنزع السلاح، قال : “إنه لا يريد إشعال حرب أهلية”.
وأضاف أن القوات المسلحة اللبنانية تُعتبر على نطاق واسع “الوسيط الأفضل والمحايد والموثوق” في الأزمة الحالية، لكنها تواجه نقصًا حادًا في التمويل بسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان.
وأشار إلى أنه على الرغم من مصداقية الجيش اللبناني، إلا أنه يعمل “بميزانية محدودة للغاية”، مما يُجبر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، اليونيفيل، على سد الفجوة بعشرة آلاف جندي.
وقال براك: “بارك الله في الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل، لكنهم لا يملكون حقًا القيادة والسيطرة على الأمور الصعبة”.
وأقر بأن أي محاولة لنزع سلاح حزب الله بالكامل قد تكون متقلبة وقد تُنذر بإشعال حرب أهلية.
واقترح أن المسار المحتمل قد يتضمن موافقة حزب الله على نزع أسلحته الثقيلة طواعية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار، وتسليمها إلى مستودعات مراقبة بموجب “آلية” تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل والجيش اللبناني.
قال إن الجيش اللبناني يفتقر إلى الموارد والقوى البشرية اللازمة للقيام بمثل هذه المهمة.
تابع: “ليس لدينا جنود على الأرض قادرين على القيام بذلك حتى الآن، لأنهم لا يملكون المال. إنهم يستخدمون معدات عمرها 60 عامًا”.
وأضاف أنه نتيجةً لذلك، يُجادل حزب الله بأنه لا يستطيع الاعتماد على الجيش اللبناني للحماية.
وقال: “ينظر حزب الله إلى الأمر قائلاً: لا يمكننا الاعتماد على الجيش اللبناني. علينا الاعتماد على أنفسنا لأن إسرائيل تقصفنا يوميًا، وما زالوا يحتلون أرضنا”.
وقال إن معالجة هذه المخاوف الأمنية، مع منع التصعيد إلى صراع، تتطلب دعمًا دوليًا لتعزيز الجيش اللبناني وآلية لإدارة الأسلحة الثقيلة، بموافقة جميع الأطراف.
وأضاف أن الولايات المتحدة تواصلت مع شركائها الخليجيين للحصول على تمويل للقوات المسلحة اللبنانية، لكنها واجهت مقاومة.
قال: “تتوجه الولايات المتحدة إلى شركائنا الخليجيين الكرام قائلةً: نريد أموالاً للجيش اللبناني. لماذا لا يريد الشركاء الخليجيون فعل ذلك؟ لأنهم قدموا للبنان في الماضي أموالاً طائلة ذهبت إلى القادة الفاسدين. لذا يقولون: نعم، لقد انتهينا”.
وأشار إلى أن دول الخليج مترددة في الاستثمار أكثر دون ضمانات بأن الأموال ستتجاوز النخبة السياسية اللبنانية الراسخة والفساد.
وقال: “هذه هي المعضلة الكبرى”، مضيفاً أنه بدون دعم مستدام للجيش اللبناني، سيظل يعاني من نقص الموارد، مما يُعقّد أي جهود لتحقيق الاستقرار في البلاد والحد من سيطرة حزب الله.
وقال: “نحن بحاجة إلى المساعدة في دعم الجيش اللبناني. يمكننا القيام بذلك جنباً إلى جنب مع دول الخليج، وجنباً إلى جنب مع اليونيفيل، بينما نعيد تعريف دورهم بشكل مستمر”.