سلّط المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، الضوء على تعقيدات المشهد اللبناني، معتبرًا أن الوضع في لبنان “صعب جدًا” رغم وجود مجموعة جيدة في السلطة تعمل على إدارة المرحلة الراهنة. وأشار براك إلى أن لبنان يخشى نزع سلاح حزب الله بسبب اعتقاد واسع بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريًا لمواجهة الحزب، سواء عبر قواتها أو من خلال القيادة المركزية الأميركية.
وكشف براك أن حزب الله يتلقى تمويلًا شهريًا يصل إلى 60 مليون دولار من جهة غير معلنة، مشيرًا إلى أن الحزب يعيد بناء قوته العسكرية رغم اعتقاد اللبنانيين بأنه في حالة تراجع.
وانتقد براك أداء الدولة اللبنانية تجاه ملف حزب الله، معتبرًا أن التحركات الرسمية تقتصر على التصريحات دون أي خطوات عملية. ووصف الجيش اللبناني بأنه منظمة جيدة لكنها غير مجهزة بما يكفي، داعيًا الحكومة إلى إعلان واضح بشأن نزع سلاح الحزب وتحمل المسؤولية الوطنية.
إسرائيل وحزب الله
أما في ما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، فقد اعتبر براك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يلتزم بالحدود أو الخطوط الحمراء، وأنه مستعد للذهاب إلى أي مكان واتخاذ أي إجراء إذا شعر بوجود تهديد لإسرائيل.
وأضاف: “المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية. هذا ليس دورنا. لكن البعض يريد أن تفعل الولايات المتحدة كما فعل الرئيس دوايت أيزنهاور، ويريدون من الرئيس ترامب أن يرسل قوات المارينز لحل كل شيء. هذا لن يحدث”.
وفي حديثه عن إمكانية نزع سلاح حزب الله، شدد براك على أن “القرار يجب أن يأتي من الحكومة اللبنانية”، مضيفا: “إذا أرادت الحكومة استعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح نيتها نزع سلاح حزب الله. لكنها تتردد خوفا من اندلاع حرب أهلية. نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع عبثا”.
وعما إذا كان الجيش اللبناني هو الجهة التي ستتولى نزع سلاح الحزب، أجاب براك: “الجيش هو القوة الوحيدة المتاحة على الأرض. هو جيش جيد بنوايا حسنة لكنه يفتقر إلى التجهيز الكافي”.
وتابع: “لن نسلح الجيش ليقاتل إسرائيل، ولا نرغب في تسليحه ليقاتل أبناء شعبه، أي حزب الله. لكن الحزب يشكل عدوا لنا، تماما كما إيران، ويجب وقف تمويلها. هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف حزب الله”.
اضاف براك: “لن نذهب إلى منازل الشيعة لنطلب منهم تسليم أسلحتهم، أو أن نقول: معذرة، هل يمكننا أخذ الصواريخ والأسلحة من بيوتكم وإلا سنعتقلكم بالقوة؟“.
الملف الفلسطيني
وفي الشأن الفلسطيني، اعتبر براك أن خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم كونها “جيدة من حيث الشكل”، إلا أنها لا تحمل أي جدوى عملية ولا تساهم ف ي حل الأزمة الراهنة.
وشدد على أن وقف إطلاق النار في غزة لن ينجح في ظل الظروف الحالية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يمتلك خطة خاصة للتعامل مع الوضع في القطاع، داعيًا إلى ضرورة إنهاء الحالة القائمة هناك.
كما كشف براك أن قطر استضافت حركتي حماس وطالبان بناءً على طلب مباشر من الولايات المتحدة، في إطار ترتيبات سياسية تهدف إلى احتواء بعض الملفات الإقليمية الحساسة.
