حذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، وحدات حماية الشعب “واي بي جي” المنضوية تحت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من خطورة استغلال الأوضاع المضطربة في سوريا على خلفية التطورات في محافظات السويداء جنوبي البلاد.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين في مدينة نيويورك على هامش مشاركته في “الاجتماع غير الرسمي الموسع بشأن قبرص” يومي 16 و17 يوليو/ تموز الجاري.
وأشار فيدان إلى تلقيهم معلومات بوجود تحركات لمسلحي “واي بي جي” قائلا: “رسالتنا لهم، عدم استغلال الاضطرابات في سوريا ودخولهم في وضع غير مرغوب فيه. عليهم ألا يزيدوا تعقيد العملية الحساسة في سوريا. عليهم أن يلعبوا دورًا بناءً. وإلا، فإن الانتهازية تحمل معها مخاطر كبيرة”.
وفي حديثه عن الهجمات الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق، اتهم فيدان إسرائيل بأنها تنتهج سياسة قائمة على زعزعة الاستقرار في المنطقة بحكم الأمر الواقع.
وقال: “تعطي إسرائيل بتصرفاتها الأولوية لأمنها القومي، متجاهلةً أي قواعد أو أنظمة أو حقوق أو سيادة أو سلامة أراضي لدول أخرى في المنطقة”.
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت غزة والضفة الغربية ولبنان وإيران، ومؤخرًا سوريا.
وأفاد بوجود “خريطة طريق جديدة” في سوريا ستكون نموذجا في التاريخ وضعت بجهود حثيثة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومساهمات من دول أخرى، بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية.
وذكر أنّ الحكومة الجديدة في سوريا التي تولت السلطة بعد 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حظيت باعتراف دولي، ورفعت العقوبات عنها، وأظهرت بداية واعدة في المنطقة.
وأكد أنّ تركيا تعمل على توسيع هذا التعاون من خلال حوار وثيق مع دول المنطقة والولايات المتحدة، لحل مشاكل سوريا المزمنة، والحفاظ على سلامة أراضيها وسيادتها وأمنها، بالإضافة إلى المساواة والحرية لكافة مكوناتها.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنه من غير المقبول أن تتصرف إسرائيل بطريقة تتحدى الجميع.
وأكد أنهم على تواصل مع دول المنطقة وبالأخص الأردن الذي تجري أحداث السويداء على حدوده، وكذاك مع الممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا، توم باراك.
وشدد فيدان على إبلاغ الجانب الإسرائيلي وجهة نظر أنقرة ومقترحاتها لما يجري في سوريا عبر الاستخبارات التركية.
كما أكد رفضه لتحريض جزء من الدروز ودعمهم من قبل إسرائيل في المنطقة قائلاً: “يجب أن تنتهي الصراعات بين الدروز والبدو بطريقة أو بأخرى بتدخل قوات الأمن. من الأهمية بمكان منع وقوع خسائر بين المدنيين من كلا الجانبين”.
من جهة أخرى، شدّد فيدان على أهمية إظهار السلطة المركزية في سوريا إرادتها، وتحقيق الأمن والسلام والازدهار.