وقّع الرئيس الاميركي دونالد ترامب،الخميس، أمرًا تنفيذيًا يُلزم الوكالات الفيدرالية بإعادة تصنيف القنب(الحشيشة) وإزالته من قائمة المخدرات الخطرة في الولايات المتحدة، في خطوة من شأنها إلغاء قيود قائمة منذ زمن طويل، وتُعدّ أهم تغيير في سياسة القنب الأمريكية منذ أكثر من نصف قرن. وسيُتيح هذا القرار لشركات القنب العمل بموجب لوائح ضريبية مختلفة، كما سيُشجع الاستثمار في هذا القطاع، وذلك وفقًا لتقرير نشرته قناة CNBC.
بمجرد اكتمال عملية الموافقة من قبل إدارة مكافحة المخدرات (DEA)، سينقل الأمر القنب من الجدول الأول - وهو الفئة الأكثر صرامة في قانون المواد الخاضعة للرقابة، والتي تشمل أيضًا الهيروين وLSD - إلى الجدول الثالث، والذي يشمل المواد ذات الاستخدامات الطبية المعترف بها واحتمالية أقل للإدمان، مثل الكيتامين وتايلينول مع الكوديين.
بالإضافة إلى ذلك، أُعلن أن مراكز خدمات الرعاية الطبية والرعاية الصحية (CMS)، برئاسة الدكتور محمد أوز، ستطلق برنامجًا تجريبيًا في أبريل/نيسان يسمح لبعض كبار السن المؤمن عليهم من خلال برنامج الرعاية الطبية (Medicare) بالحصول على منتجات CBD مجانًا بناءً على توصية الطبيب. ووفقًا لمسؤولين في البيت الأبيض، يجب أن تستوفي هذه المنتجات جميع قوانين الجودة والسلامة المحلية والولائية، وأن تكون من مصدر قانوني، وأن تخضع لاختبارات من جهات خارجية للتأكد من مستويات CBD وخلوها من الملوثات.
يرى العديد من المحللين أن إعادة تصنيف قطاع القنب بمثابة شريان حياة مالي له. إذ يعفي هذا التغيير الشركات من المادة 280E من قانون الضرائب الأمريكي، مما يسمح لها بخصم النفقات الجارية كالإيجار والرواتب لأول مرة. كما يتيح لها الوصول إلى النظام المصرفي ورأس المال المؤسسي، اللذين كانا حتى الآن بعيدين عن هذا القطاع بسبب مخاوف تنظيمية. ويعتقد وول ستريت أيضاً أن البرنامج التجريبي لبرنامج الرعاية الطبية (Medicare) قد يجذب شركات الأدوية الكبرى إلى السوق، بهدف الاستفادة من عائدات التأمين الفيدرالي.
على الرغم من الانتشار الواسع لمادة الكانابيديول (CBD) في السنوات الأخيرة، بدءًا من المنتجات الاستهلاكية كالمشروبات الغازية وصولًا إلى مستحضرات التجميل، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) امتنعت حتى الآن عن منحها دعمًا كاملًا. فقد وجدت الدراسات “فوائد غير متسقة” لبعض الحالات الطبية، بينما حذرت دراسة ممولة من إدارة الغذاء والدواء من أن الاستخدام طويل الأمد للكانابيديول قد يُسبب تسمم الكبد ويتداخل مع فعالية أدوية أخرى منقذة للحياة.
حتى الآن، لم تُجز إدارة الغذاء والدواء الأمري كية سوى دواء واحد قائم على مادة الكانابيديول (CBD) - وهو إيبيديوليكس - لعلاج أنواع نادرة من الصرع. وصرح خبراء ومسؤولون تنفيذيون في هذا القطاع لشبكة سي إن بي سي هذا الأسبوع بأن إعادة تصنيف القنب قد يمهد الطريق لإجراء أبحاث أوسع نطاقًا حول آثار استخدام الكانابيديول.
