تراجعت بشكل لافت نسبة الإقتراع في الجولة الأولى من الإنتخابات البلدية والإختيارية في لبنان، على الرغم من أنّها تجري للمرة الأولى منذ تسع سنوات، بعد إرجاء متكرر. في محافظة جبل لبنان حيث جرت انتخابات اختلط فيها السياسي والحزبي بالعائلي والشخصي، تدنت المشاركة الى نحو 44 بالمائة في حين سجلت الإنتخابات الممثلة التي جرت في العام 2016 نسبة اقتراع فاقت الستة والخمسين بالمائة. هذا التراجع الذي يوازي 12 نقطة يعود الى أسباب كثيرة، من بينها تراجع الرغبة في المعارك الإنتخابية التي تلي حر با ضروس، وفقر حال البلديات عطفا على إفقار اللبنانيين المنهجي. وهذا التراجع في الرغبة سمح لعدد من البلديات أن ينهي الإنتخابات قبل أن تبدأ، وذلك من خلال التزكية التي تعني غياب التنافس. وفي الدول الديموقراطية يعتبر التراجع الحاد في نسبة الإقتراع مؤشرا الى مشكلة تفصل النظام عن الشعب.