اسرائيل هيوم
بعد أقلّ من عام على اغتي ال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، يعاني الحزب جرّاء أزمة مالية خانقة وغير مسبوقة. لقد توقف الدعم الإيراني المالي بشكل شبه كامل، وتضررت مؤسساته المالية بسبب الهجمات الإسرائيلية وسلسلة العقوبات الأميركية. ونتيجةً لذلك، تم خفض رواتب المقاتلين، وتوقّف دفع التعويضات لعائلات الشهداء، ولم تعد الخدمات المتعلقة بالتعليم والعلاج متوفرة. ويعود تدهور الوضع الداخلي للحزب إلى سببين رئيسيَّين:
1- سقوط نظام الأسد في سورية وصعود حكومة إسلامية تعادي حزب الله، وتحارب تهريب السلاح و”المخدرات”، التي تشكل أحد أهم مصادر تمويل الحزب.
2- تشديد الرقابة في لبنان، بضغط أميركي، وهو ما أعاق تهريب الأموال الإيرانية عبر المطار؛ علاوةً على ذلك، تواجه قيادة الحزب ضغوطاً سياسية ودبلوماسية كبيرة من الولايات المتحدة وحكومات الخليج، تطالب بنزع سلاحه بالكامل، في مقابل مساعدات اقتصادية. وعلى الرغم من رفض نعيم قاسم لهذه المطالب، فإن الدولة اللبنانية باتت مضطرة إلى التعامل مع واقع جديد مع المعادلة الواضحة التي وضعتها الولايات المتحدة والدول الداعمة “لا مساعدات من دون حصر السلاح في يد الدولة”.
في ظل هذا الوضع ، يضع نعيم قاسم هدفاً وحيداً نصب عينيه، وهو البقاء بأيّ ثمن. لكن خصومه داخل الحزب باتوا ي شتمون رائحة الضعف. أمّا إسرائيل، فهي لا تفوّت فرصة، وتقوم بتصفية مقاتليه يومياً، على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار.
في الخلاصة، يمرّ حزب الله بأضعف وضعٍ له منذ تأسيسه، ويواجه تحديات وجودية قد تؤدي إلى تفكّكه من الداخل، أو نهايته، حسبما نعرفه اليوم.