دفعة أولى من السلاح ستسلَّم اليوم من مخيم برج البراجنة في بيروت وستُوضع في عهدة الجيش اللبناني
وسط انتشار أمني كثيف في المناطق الفلسطينية، دخل الجيش اللبناني إلى مخيم برج البراجنة لبدء المرحلة الأولى من خطة تتضمن ثلاث مراحل. المرحلة الأولى تشمل بيروت وجنوب الليطاني، أما المرحلة الثانية فتركز على مخيمات الشمال والبقاع، في حين تغطي المرحلة الثالثة مخيم عين الحلوة ومخيمات صيدا. وسيتم وضع هذه المخيمات تحت إشراف الجيش بالتنسيق مع حركة فتح، على أن تبدأ لاحقًا المباحثات مع حركة حماس والفصائل المحاذية.
وأظهرت عدسات المصورين عناصر فلسطينية مسلحة بكامل عتادها ووجوههم مكشوفة، في انتظار استكمال عملية تسليم السلاح المتفق عليها في هذه المرحلة.
بدء التنفيذ:
في بيان صدر عن رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني السفير رامز دمشقية بعد الظهر جاء الاتي: ستبدأ اليوم المرحلة الأولى من مسار تسليم الأسلحة من داخل المخيمات الفلسطينية، انطلاقًا من مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث ستُسلَّم دفعة أولى من السلاح وتُوضَع في عهدة الجيش اللبناني. وستشكّل عملية التسليم هذه الخطوة الأولى، على أن تُستكمل بتسلّم دفعات أخرى في الأسابيع المقبلة في مخيم برج البراجنة وباقي المخيمات.وتأتي عملية التسليم هذه تنفيذًا لمقررات القمة اللبنانية–الفلسطينية بتاريخ 21 أيار 2025 بين الرئيسين جوزاف عون ومحمود عباس، التي أكدت سيادة لبنان على كامل أراضيه، وبسط سلطة الدولة وتطبيق مبدأ حصرية السلاح. كما تأتي تنفيذًا لمقررات الاجتماع المشترك للجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني بتاريخ 23 أيار 2025 برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، وبمشاركة ممثلين عن السلطات اللبنانية والفلسطينية، حيث جرى الاتفاق على وضع آلية تنفيذية وجدول زمني واضح لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني”.
سلام يرحّب
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام: “أرحّب بانطلاق عملية تسليم السلاح الفلسطيني التي بدأت اليوم في مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث جرى تسليم دفعة اولى من السلاح ووضعها في عهدة الجيش اللبناني، على ان تستكمل هذه العملية بتسليم دفعات اخرى في الأسابيع المقبلة من مخيم برج البراجنة وباقي المخيمات”. دعم عربي:
الملف حضر ايضا في خلال جولة قام بها اليوم على المسؤولين اللبنانيين، الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي ناقلاً دعم “الجامعة” لقرارات الدولة حصر السلاح بيدها وبسط سيادتها على كامل اراضيها. وقال زكي “نعرب عن دعم جامعة الدول العربية لفكرة بسط الدولة اللبنانية لسلطتها على جميع الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة. وهذه الأفكار والمبادئ موجودة في قرارات جامعة الدول العربية، وبالذات القرار الأخير الذي صدر في قمة بغداد منذ عدة أشهر. وشرحت لفخامته أيضا، بالإضافة الى ما نكنُّه من احترام لقيادات الدولة اللبنانية وتحركها في هذا المجال، إحترامنا للإطار الذي تضعه هذه القيادات لتنفيذ هذه السياسة. وأيضاً نطالب بكل قوة، ونضم صوتنا الى صوتها في مسألة مطالبة القوى الدولية بالضغط على إسرائيل للإنسحاب من جميع الأراضي اللبنانية والإمتناع عن اية أفعال تمس بالسيادة اللبنانية.” اضاف “في هذا الإطار أيضا لاحظنا مؤخرا بعض علو النبرة الداخلية في التراشق اللفظي الإعلامي، وما الى ذلك. طبعا، في العادة، في مجتمعات كثيرة، هذه تؤخذ بشكل معتاد. ولكن في لبنان، وبسبب الأوضاع والظرف الإقليمي وكل الظروف التي نعلمها، فإننا نأخذ هذا الموضوع بقدر من الحذر لأن ما من احد يريد ان ينزلق هذا البلد الى وضع ممكن ان تكون فيه عواقب غير مرغوب بها. ونأمل من الجميع ان تكون هناك حكمة في تناول هذا الموضوع، ورؤية لصالح البلد، لأن الهدف من كل هذه التحركات هو إستعادة قدر من الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وتطبيق سياسة فيها سيادة للبلد على كافة أراضيه. هذا هو هدف الزيارة وإطارها. وبالتأكيد سنشرح مثل هذه الأفكار لدولة الرئيس بري ودولة الرئيس سلام في اللقاءات التي ستتلو هذا اللقاء.”
لبنان سيطبق:
من جانبه، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لزكي، الذي زار ايضا عين التينة والسراي والخارجية، خلال استقباله في قصر بعبدا، ان القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في ما خص حصرية السلاح، أُبلغ الى جميع الدول الشقيقة والصديقة والأمم المتحدة، ولبنان ملتزم تطبيقه على نحو يحفظ مصلحة جميع اللبنانيين وتم ابلاغ جميع المعنيين لاسيما الولايات المتحدة الأميركية من خلال السفير توماس براك ان المطلوب الان التزام إسرائيل من جهتها بالانسحاب من المناطق التي تحتلها في الجنوب اللبناني وإعادة الاسرى وتطبيق القرار 1701، لتوفير الأجواء المناسبة لاستكمال بسط سيادة الدولة اللبنانية بواسطة قواها الذاتية حتى الحدود المعترف بها دولياً. وأشار الرئيس عون الى ان الدعم العربي للبنان مهم في هذه المرحلة، لاسيما وان المجتمع الدولي يتفهم الموقف اللبناني ويدعمه أيضا.