"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"تدوير" الأعداء لتأبيد السلاح

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 5 يوليو 2025

مع وصول ملف سلاح “حزب الله” إلى “مربع الحسم”، أدخل الحزب تعديلًا جوهريًا على سرديّته الهادفة إلى إقناع جمهوره ب”حيوية” تحمّل تبعات رفض تسليم سلاحه!

اسرائيل ليست محور السردية الجديدة إسرائيل فالحزب، أنزل مواجهة احتلال بعض الأرض والعمليات العدائية التي تستهدفه وبيئته عن كاهله، وألقاها على عاتق الدولة. نقل نفسه من موقع الفاعل الذي لا يقيم اعتبارًا لأحد، إلى موقع “موزع التهم والشهادات”. يذم مواقف مجموعة ويمدح مواقف أخرى. يندد هنا ويبارك هناك. ينحني ميدانيًا ويتوعّد منبريًا!

في السردية الجديدة التي تجتاح شارعه وتصل منها “طراطيش” إلى الإعلام، تبرز سوريا الجديدة من جهة أولى و”اللبناني الآخر”، من جهة ثانية.

هدف هذه السردية اغراق شيعة لبنان في مخاوف لا يمكن أن ينقذهم منها غير سلاحه هو!

ولا يحتاج إشعال المخاوف إلى جهد كبير. مراكمة الشائعات تكفي!

وبفعل هذه الشائعات أصبح سلاح “حزب الله” ضرورة لحماية شيعة لبنان من “مؤامرة سورية” تستهدفهم، بمجرد أن يخسروا سلاح حزبهم “الحامي”.

وفق هذه السردية، تنتظر القيادة السورية الجديدة اللحظة المناسبة للانتقام من “حزب الله” باستهداف بيئته، بسبب انتمائها الطائفي من جهة، ووقوفها إلى جانب النظام السوري ضد “جبهة النصرة” التي انبثقت منها “هيئة تحرير الشام” بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع، من جهة أخرى!

ويحاول الحزب أن يقدم ادلة على سرديته، من خلال سعيه إلى إقامة مخيمات في الهرمل لسوريين شيعة نزحوا، بعد سقوط نظام الأسد،إلى لبنان وفي معيتهم مجموعات علوية عُرفت بمشاركتها الفاعلة إلى جانب النظام السابق.

ولا يتحدث هؤلاء النازحون الجدد إلا عن الأخطار التي يمثلها “التكفيريون” الذين يحكمون سوريا حاليًا، “بدعم من أعداء الشيعة والمتآمرين عليهم”.

ويستفيد “حزب الله” في بناء سرديته الجديدة من الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة، ليقنع بيئته باستحالة الاتكال في حمايتها على الدولة اللبنانية وعلاقاتها الدبلوماسية!

وهنا يتم الدخول إلى من يصنفهم على أنهم “أعداء الداخل” الذين يستفيدون من إسرائيل وسوريا معًا، من أجل اضطهاد الطائفة الشيعية في لبنان وأضعافها وإعادتها إلى هامش النظام!

ومن ضمن الأدلة التي يقدمها الحزب دعمًا لهذه السردية التفتيش الدقيق للوافدين الشيعة من الخارج، والتحقيق معهم في حال كانوا ينقلون مبالغ مالية كبرى والتحفظ عليها، وعدم الاهتمام، لولا ضغط الحزب، بالحد الأدنى من “واجبات” الدولة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب.

وبناء عليه، يطرح “حزب الله” مجموعة من الإشكالات غير الإسرائيلية، لتبرير رفض نزع سلاحه!

الكلام الأخير الذي قاله المبعوث الأميركي الخاص إلى كل من سوريا لبنان، السفير الأميركي في تركيا، توم برّاك يأخذ هذه السردية بالاعتبار، ويعمل على تفكيكها، من خلال الضغط من اجل ترسيم الحدود اللبنانية-السورية وترسيخ التعاون المشترك بين لبنان والنظام السوري الجديد، في استكمال للمساعي السعودية المتواصلة على هذا المستوى.

وفي سياق كلامه عن معادلة “الترغيب والترهيب” لنزع سلاح “حزب الله” يتطلع برّاك إلى دفع السعودية وقطر إلى ضم لبنان إلى جهودهما الإعمارية والاستثماريّة في سوريا، بحيث يكونان الأساس في إعادة إعمار ما هدمته الحرب!

وتعمل السلطة اللبنانية، من جهتها، من اجل تفكيك سردية “أعداء الداخل” من خلال التسليم بأدوار، بعضها محبط لآمال اللبنانيين التغييرية، يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري، على مختلف المستويات!

هل تنتصر السردية الجديدة لحزب الله او تنتصر حاجة لبنان إلى ان يعود دولة؟

الإجابة عن هذه الإشكالية يفترض أن تكون وشيكة جدًا!

المقال السابق
عون: هناك صعوبة في حصر السلاح قبل أن تنجر إسرائيل هذه الخطوات
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

الذكاء السياسي "بلوة" لبنان!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية