باتفاق توصلت إليه إسرائيل والرئاسة السورية، سجلت سوريا أوّل “ترانسفير” رسمي، بحيث تمّ إخراج جميع البدو من السويداء ذات الأغلبية الدرزية. بموجب هذا “التهجير الجماعي” المرغوب أميركيا واسرائيليا في غزة، تمّ نقل البدو من المحافظة الخالية من قوات النظام السوري الجديد الى درعا، حيث الأغلبية السنية وأحد مواقع تمركز العشائر العربية في سوريا. وللتخفيف من حدة تنفيذ هذا القرار، حاولت السلطة السورية الجديدة التركيز على فكرة أنه “نزوح مؤقت”، حتى تهدأ الأحوال في المحافظة المضطربة حيث أدت الاشتباكات الى مقتل مئات الأشخاص، واشتعلت مشاعر المواجهة والعداء والإنتقام. ويأتي هذا الترانسفير في ظل تأكيد المبعوث الأميركي الى سوريا توم براك أنّ إسرائيل تريد تقسيم سوريا، وفي ضوء كلام لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، عن أنّ الحكومة السورية تحتاج الى القيام بخطوات كبيرة إن هي كانت فعلا تريد سوريا موحدة وشاملة . إسرائيل كانت فرضت معادلاتها في السويداء، بتدخلها دفاعا عن الفصائل الدرزية المقاتلة، بعدما حاولت الرئاسة السورية حسم الإضطرابات فيها، بالقوة، بعدما أرسلت مجموعات من قواتها الى المحافظة الجنوبية. واضطر الرئيس السوري أحمد الشرع على سحب هذه القوات، بعدما بدأت إسرائيل بقصف هذه القوات ووصل بها الأمر الى استهداف قيادة الأركان وأحد مداخل قصر الشعب في دمشق. ووفق الإتفاق الذي توصلت اليه اسرائيل والرئاسة السورية، ترابض قوات النظام السوري حول درعا، منعا لتدفق مقاتلي العشائر نحوها.