"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

صورة "قاتمة" لـ"حزب الله"

نيوزاليست
الأربعاء، 14 مايو 2025

صورة "قاتمة" لـ"حزب الله"

ابراهيم حيدر

ليس مفيداً تكرار الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الكلام ذاته عن أن الحزب منع إسرائيل من تحقيق أهدافها. هذا الخطاب لا يجيب عن أزمته المتفاقمة بعد ما تعرّض له من ضربات أدت إلى اغتيال معظم قادته وسقوط الآلاف من مقاتلي الحزب، فإن لم يأخذ ما حلّ به من فواجع في الاعتبار، فهذا يعني أنه لا يزال قابعاً في مرحلة ما قبل حرب الإسناد، بالشعارات ذاتها وبالرهانات الإقليمية وأوهام توازن الردع التي جرّته إلى حرب أدّت إلى دمار هائل وكوارث في البلد كله.

لم يتقدم الحزب قيد أنملة في تقييم المرحلة الجديدة في لبنان والمنطقة، ولا في مراجعته لسياسته التي أوصلته ومحوره إلى ما يشبه الهزيمة، وهو بالفعل لا يقرأ المتغيّرات، ليس في ما هو مطلوب منه تجاه بيئته والبلد، بل أيضاً في ما يعتبره المجتمع الدولي بأنه ذراع للمرجعية الإيرانية أدت أدواراً إقليمية لا مصلحة للبنان فيها، فإذا خرج الرئيس الأميركي ليتحدث اليوم عن سطوة “حزب الله”، فذلك دليل على أنه سيبقى محاصراً ما لم يعد النظر في كل ممارساته وأساليبه وارتباطاته. والأمر في هذا السياق ليس الاستسلام لإسرائيل، بل في الانكفاء وتسليم الأمر للدولة، وترك الخيار للبنانيين في ابتكار الطرق المناسبة حتى لو طال الزمن لإخراج الاحتلال من أراضينا.

هل قيّم الحزب ما حلّ بالبلد من استنزاف واختناق وفي بنيته نفسها من أعطاب وتفكك وارتباك في التعامل مع الوضع الناشئ الجديد؟ بالطبع لا، ولا قرأ التغييرات في سوريا، ولا حتى ما حدث في لبنان برافعة دولية أسهمت في إنجاز الاستحقاقات وتشكيل حكومة لا تأتمر بقراره ولا بهيمنته، وفُتح مسار جديد نحو العرب، فيما الحزب لا يزال عند مقاربته ذاتها، انتظاراً لتغيّرات تصبّ في مصلحته.

المفارقة أن “حزب الله” يرفع مسؤوليته عن الواقع الذي حلّ ببيئته وفي ساحته، ويحمّل الدولة المسؤولية ويطالبها بالضغط لوقف الخروقات الإسرائيلية، في الوقت الذي يرفض فيه البحث في سلاحه وفق المبادرة التي أطلقتها رئاسة الجمهورية كمدخل لحسم “حصرية السلاح بيد الدولة” وسحب الذرائع التي تتحجج بها إسرائيل لاستمرار اعتداءاتها. فإن كان السلاح الذي يحتفظ به “حزب الله” يحقق فعلاً توازن ردع وفق معادلته، فلماذا وصلنا إلى هذا الدمار وتحويل القرى الحدودية إلى منطقة غير قابلة للحياة.

اليوم قبل الغد، ما لم يغيّر “حزب الله” خطابه ويقرأ التحولات في لبنان والمنطقة، فإنه يُمعن في مزيد من الممارسات التي تعرّض البلد لأخطار كبرى، إذ لا يقنع خطابه أحداً بأن كل ما تفعله الدولة هو جزء منها وهو مقرر في إجراءاتها، بينما الواقع يشير إلى أنه يعود إلى التموضع داخلياً حتى لو كان السلاح عنصر استقواء، بعدما كان فائض القوة سابقاً يقرر في الداخل ويحدد دور الدولة في الخارج.

لا ينفع شحذ القوة أو حتى استثارة العصبيات لتحقيق نصر داخلي، فإن كان الحزب صادقاً في العمل على إنقاذ البلد، فعليه أولاً أن يترك الأمر للدولة، لا أن يوزع الاتهامات يميناً ويساراً، وممارسة الفرض والهيمنة وإطلاق نعوت التخوين على الآخرين.

النهار

المقال السابق
طائرة قطرية لترامب ب"داعي الحب فقط"
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

بين الصواريخ الحوثية والتسجيلات الناصرية

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية