"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

سلاح مطرود من الشرعية!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 31 يوليو 2025

بعد خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في اليرزة، بمناسبة عيد الجيش، تمّ طرد سلاح حزب الله من دائرة الشرعية الى غير رجعة.
ولطالما ربط الحزب سلاحه بالشرعية. انقلب على السلطة في السابع من أيار 2008، وفرض نفسه عليها بالقوة العسكرية، واضطرها الى إضفاء شرعية على سلاحه، وجعلها توفر غطاء لكل ما يقدم عليه من خطوات، بحيث بات يتحكم بقرار الحرب والسلم، مستفيدا من دعم مروحة واسعة من عشاق السلطة والمناصب والنفوذ.

ومنذ ألقى الرئيس عون، إثر انتخابه، خطاب القسم، حاول حزب الله، إخراج نفسه من دائرة الفئات المعنية بمبدأ حصر السلاح بيد الدولة. عرف نفسه بأنه جزء لا يتجزأ من منظومة الدفاع عن لبنان. كان يعتبر أن مبدأ حصرية السلاح ينطبق حصرا على الميليشيات، في حين هو “مقاومة”.

ودفاعا عن هذا الإتجاه، هدد الحزب وتوعد، وذكر بماضيه “المخيف”.

كان يحاول أن يقيم بالرعب، توازنا مع التحذيرات الخطرة الواردة الى لبنان، من كل حدب وصوب. كل هذه التحذيرات كانت تحت عنوان واحد: سلاح حزب الله سوف يجلب الحرب مجددا والفوضى والتفقير فيما سيترككم العالم لمصيركم في مواجهة اسرائيل وآفاتكم، وهذا سوف يعرض بلادكم لمخاطر التفتت، والاندثار عن الخارطة، لمصلحة مشاريع اقليمية خطرة.

كل شيء كان ينذر لبنان، بالانحدار نحو ما أقسم رئيس الجمهورية على منعه.

أخذ الرئيس عون وقته. بين التاسع من كانون الثاني، تاريخ انتخابه والحادي والثلاثين من تموز، تاريخ إلقاء خطاب عيد الجيش، مر ما يقل قليلا عن سبعة أشهر. فترة حفلت بالمحاولات الحوارية الخافتة، والاسترضاءات المتلاحقة، حتى بدا القصر الجمهوري، في مرحلة ما، كأنه مجرد جناح تابع لحارة حريك. أشهر انتهت الى تكوّن مشاعر إحباط عند غالبية اللبنانيين من صاحب “خطاب القسم” الذي كان عموده الفقري هو التعهد بحصر السلاح، كل السلاح، بيد الدولة اللبنانية.

الاحباط لم يبق محصورا باللبنانيين بل عمم نفسه على الخارج أيضا، حتى بدأ أنّ حالة لبنان في وضعية “فالج لا تعالج”، وتمّ تهديده بعزله كما لو كان مصابا بطاعون!

في الايام الأخيرة، تصاعدت التحذيرات، ووصلت الى مستوى في غاية الجدية، بحيث بات فتح أبواب الجحيم مجددا على لبنان، قاب قوسين أو أدنى.

عند التدقيق في خطاب رئيس الجمهورية الاخير تظهر هذه المخاطر بقوة، بحيث بات لبنان، أمام خيارين لا ثالث لهما: التعامل الصارم مع سلاح حزب الله أو الإنهيار في جحيم متقد!

وخطا الرئيس عون الخطوة الضرورية الأولى. أعلن رسميا سقوط الغطاء الشرعي عن سلاح حزب الله. طلب من بيئة هذا الحزب أن تنقذ نفسها من المخاطر التي يولدها هذا السلاح عليها وعلى البلاد، وأعلن النفير في قيادة الجيش اللبناني، على اعتبار كل سلاح خارج سيطرته هو خطر على البلد الذي أقسم على الدفاع عنه وحماية وحدته وأرضه وسلامة شعبه.

وهكذا طرد عون سلاح حزب الله الى خارج الشرعية.

لا يهم، في هذه اللحظة، معرفة كيف ستنفذ الدولة هذا الإعلان التاريخي، لأنّ الأهم أن رحلة الألف ميل بدأت بهذه الخطوة التي لا بد منها.

ولا يهم كيف ستكون ردة فعل حزب الله حيال خطاب عيد الجيش، بعدما استبق هذا الحزب خطاب نزع الشرعية عن سلاحه بالتهديد والوعيد، لأنّ الأهم أنّ سلاحه أصبح في مكان والشعب والجيش أصبحا في مكان آخر.

المقال السابق
المدرّسون في خطر؟.. خاصية جديدة في "تشات جي بي تي" لشرح الدروس
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

السلاح أوّلًا..لا لبنان!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية