زرقة سباهية، الوالدة السورية التي احتلت شاشات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي التي كانت واقفة أمام أولادها القتلى، الذي ذهبوا ضحية الاشتباكات الدائرة في الساحل السوري.
إلا أن جميع الأسئلة التي تحوم حول هذه الحادثة المروعة، ما زالت دون أجوبة، التي تأمل الوالدة أن تجدها بعد تحقيقات رسمية بدأتها السلطات السورية في المجازر بحق المدنيين، والتي يُتهم في بعضها عناصر أمنيون تابعون لها.
شاهد/ي الفيديو
__ما الجديد؟
بعدما، أكدت منصة «تأكد سوريا» أن المقطع المنتشر للوالدة صحيح، وتأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المجزرة وقعت في في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية في الساحل السوري، وردت توضيحات بغاية البحث عن هوية الفاعلين.
وقالت المنصة المذكورة في منشور توضيحي عبر منصة «إكس»، إن «عملية توثيق هويات الضحايا لا تشمل تحديد الجناة، إذ تقع هذه المهمة على عاتق لجان تحقيق مستقلة غير منحازة».
وقالت المنصة المعتمدة من قبل شركة «ميتا» ومنظمات متخصصة في مكافحة الأخبار المضللة أن «الكشف العلني المبكر عن هويات الجناة قد يؤدي إلى هروبهم، مما يعقد إجراءات الملاحقة والقبض عليهم وهي خطوة أساسية نحو المحاسبة واستعادة الحقوق، وجبر الضرر».
لماذا هذه التوضيحات.. مقاتلون في الميدان يتكلمون عن الواقعة
وأتت هذه التوضيحات بعد انتشار منشورات لمقاتلين سوريين كانوا على الجبهة المذكورة في ريف اللاذقية، حيث حصلت الفاجعة مع الأم وأبنائها.
وقال أحدهم، باسم هيثم الشلبي، إن القوات الأمنية الرسمية اشتبكت مع فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، قبل منزل الأم زرقة سباهية بـ3 كلم، وعندما وصلوا منزلها «وجدنا هذه الأم تندب أبنائها في حالة مأساوية ومؤسفة والجثث كانت باردة».
وزعم الشلبي أن عناصر تابعين للأسد قتلوا الأولاد بعد رفضهم مساعدتهم في نقل الذخائر.
أما الصورة التي انتشرت لمقاتل يُزعم إنه تابع للقوات الرسمية، فقال إنه «أحد الأغبياء الذي حاول أن يدوس الجثث فقمنا بمنعه».
وقال الشلبي في فيديو آخر أن «بعض الأولاد» أتوا لاحقاً وصوروا الفيديو المذكور وأساؤوا لتلك المرأة، في عبارات طائفية، ردّت عليها الأم بشجاعة.
أين الحقيقة للوالدة المفجوعة؟
يبدو أن الملف أصبح الآن بيد لجنة تقصي الحقائق التي عملت السلطات السورية الجديدة على تشكيلها للتحقيق في «التجاوزات» التي حصلت في الساحل، والتي ذهب ضحيتها 1383 شخصا بحسب آخر حصيلة للمرصد السوري.
وهنا، أكد المتحدث باسم لجنة تقصي الحقائق ياسر الفرحان أنه من المقرر أن تلتقي اللجنة الأم الثكلى للإطلاع منها على تفاصيل الحالة الأليمة.
وكان قد أعلن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع عن تشكيل لجنتين بعد مجازر الساحل المذكورة.
رواية ابنة زرقة سباهية
وكان “المرصد السوري” قد نقل رواية ابنة زرقة سباهية، في الجريمة التي وقعت في 7 آذار/مارس، حينما اقتحمت مجموعات أمنية بينها عناصر مكشوفو الوجه وآخرون ملثمون، يرتدون زيّاً عسكرياً، منزل العائلة في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية (القرداحة)، وفجّروا أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن ينهبوا محتوياته ويجبروا الشباب الثلاثة على الخروج.
وتروي الابنة ما جرى قائلةً: “سألهم المسلحون: ‘أنتم علوية أم سنية؟ لا تهمّهم الإجابة: بكل الأحوال سوف تُقتَلون، قالوها ثم أطلقوا النار عليهم، رغم تأكيدهم أن الشبان مدنيون، ويُدرّس اثنان منهم اللغة الإنجليزية في الجامعة”.
وبحسب “المرصد”، فقد رفض المسلّحون منح الأم حق دفن أولادها، فبقيت الجثث ملقاة خلف المنزل لمدة أربعة أيام، تحت حراسة الأم نفسها التي لم تغادر المكان، رغم كل التهديد والتنكيل، خوفاً من أن تحرق القوات الأمنية الجثامين فتفقد آخر الآمال بدفنهم كشهداء. وهنا تقول الابنة: “كانت تناوب على حراستهم ليلاً ونهاراً”.