في سياق الجدل الدائر في لبنان حول مسألة نزع سلاح حزب الله، وجّه علي باقري كني، عضو مجلس السياسات الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإيرانية، انتقادات صريحة للمساعي التي تبذلها بعض الأطراف داخل الحكومة اللبنانية لتحقيق ذلك، مؤكّدًا أن “هذه الجهود لن تفضي إلى شيء”. واعتبر أن “حزب الله قوة تستند إلى إرادة الشعب، وأن اللبنانيين لن يقفوا صامتين أمام الهجمات الإسرائيلية”، مشددًا على أن “مواجهة الحزب تعني مواجهة الشعب اللبناني”.
وأضاف باقري كني، في مقابلة متلفزة مساء السبت، أن “المقاومة في لبنان نشأت بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، وستبقى طالما استمر العدوان”، مشيرًا إلى أن “محاولات الولايات المتحدة لإضعافها لن تحقق أهدافها”.
وفي معرض حديثه عن الأوضاع الإقليمية، أكد المسؤول الإيراني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت خلال حرب الأيام الـ12 من تحقيق ما وصفه بـ”الردع النشط”، مشيرًا إلى أن أبرز مظاهره كان “التماسك الوطني” الذي اعتبره ركيزة لدبلوماسية بلاده. كما شدد على ضرورة تحويل أي اعتداء على إيران إلى “قضية مسلّم بها دوليًا” عبر المسار الدبلوماسي.
وتابع أن “الأجانب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لا يمكنهم تحقيق مصالحهم على حساب مصالح دول المنطقة”، مضيفًا أن “رد فعل هذه الدول لن يكون صامتًا”.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي في ظل استمرار التدخلات الإيرانية في الشأن اللبناني، على الرغم من بيان وزارة الخارجية اللبنانية الصادر يوم السبت، والذي دعا طهران إلى الالتفات لقضايا شعبها واحتياجاته، بدل التدخل في شؤون لا تخصها.
