في مقال نشره، اليوم موقع “اساس ميديا”، صدرت مواقف عالية السقف عن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وجاء في المقال الآتي:
هادئ ومتمرّس ومتماسك هو جوزف عون. لكنّه في موازاة ذلك سريع الاشتعال. يقول حين نقترب من جهته المكسورة: أنا مؤتمن على هذه البلاد كرجل مسؤول لا كشعبويّ يبيع ويشتري. لقد عاهدت اللبنانيّين أن أترك لهم دولة. وسأفعل. هذا عهدي لكم ولهم على الدوام.
“الحزب بشقّه العسكريّ انتهى”. يقول جوزف عون. “يأتون إليّ وهم يدركون هذا الواقع وهذه النتيجة، لكنّهم يحرصون على نهاية مشرّفة، وعلى مخرج لائق، وهذا تماماً ما نسعى إلى إنجازه، بعيداً من الصخب السياسيّ والشعبويّ الذي يجتاح البلد على عتبة الانتخابات النيابيّة المقبلة”.
نسأله على الفور: ربّما “الحزب” يناور يا فخامة الرئيس. يحاول شراء الوقت والرهان على المتغيّرات في المنطقة وفي العالم. هكذا هو ديدنه منذ العام 2005. يُقبل ويدبر. يقول الشيء ثمّ يفعل نقيضه. هو مرتبط بمشروع كبير يتجاوز لبنان واللبنانيّين.
ينتفض الرئيس: “الشيعة متعبون. أربعون عاماً وهم يُكابدون بلا أفق. موسى الصدر قال سنكون في مقدّمة المدافعين عن فلسطين حين يشترك الجميع في ذلك. لكن لن نقاتل وحدنا. بل سنفاوض. ولا خيار أمامنا سوى التفاوض. هذه غزّة. تدمّرت عن بكرة أبيها بعد حرب طاحنة. والآن يجلسون معاً إلى مائدة التفاوض”.
أضاف: “علي لاربجاني كان يجلس هنا. مكانكم. في هذه القاعة تحديداً. سمع منّي كلاماً قاسياً جدّاً. وقد بدا عليه التوتّر الشديد: شيعة لبنان مسؤوليّتي أنا لا أنتم. مواقف من هذا العيار وأرفع جعلته يكتم توتّره حتّى اهتزّت قدماه. ترك القصر مقبوضاً. ثمّ عاد وطلب موعداً فلم أستقبله”.
خشية مكتومة؟
أريدكم أن تعرفوا: “لست أبحث خلف مكسب شخصيّ. ولست سياسيّاً من الطراز التقليديّ. أنا رجل دولة. ورجال الدولة يفعلون ما ينبغي أن يفعلوه لبناء أوطانهم. بعيداً من المماحكات والشعبويّات. هذا تماماً ما أصبو إليه. بلد طبيعيّ نعيش فيه بعزّة وكرامة وبحبوحة وازدهار. ثمّ نسلّمه لأولادنا وأحفادنا الذين يستحقّون أن نُقدّم لهم حياة أفضل”.
نتساءل بقلق عن المرحلة المقبلة. عن دور الجيش وقدرته. وعن حصر السلاح وتنفيذ خطاب القسم: “نحن نعمل بصبر وتبصّر. بحكمة وهدوء. ندرك الحساسيّات ونتعاطى معها بعناية شديدة. لكنّ ذلك كلّه لن يحول دون الوصول إلى الخلاصة: حصر السلاح وحصر القرار. هذه ألف باء قيام الدول ولا قيامة بدونها. وهذه ثوابتُ لا تتغيّر. قبل الـ1701 وبعده. قبل الطائف وبعده. قبل الدستور وبعده. إمّا أن نكون دولة أو لا نكون”.
“من قال إنّ الجيش عاجز؟ يسأل الرئيس. “لديه الشرعيّة واحتضان اللبنانيّين. وهذه أساسات تتجاوز كلّ شيء على الإطلاق. عهدي لكم أن يكون مُطلق اليدين في الجنوب وفي غير الجنوب. ثمّة دولة ستفرض ذاتها على كلّ بقعة وكلّ ذرّة تراب. وواهم من يظنّ خلاف ذلك”.
“عاهدتكم في مطلع العهد وفي خطاب القسم. وأنا على العهد وعلى الوعد. ولن أترك مكاني إلّا وقد أتممت مهمّتي على الوجه الذي ينبغي. كونوا على ثقة بذلك. الأمور تحتاج إلى بعض الوقت. لكنّنا سنصل حتماً في نهاية المطاف”.
