معاريف: يُمثل هجوم إسرائيل تغييرًا جوهريًا في سياسة الاحتواء المُتبعة على الحدود الشمالية لسنوات طويلة. ورغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بحزب الله خلال الحرب، يخشى كثيرون من تعافيه السريع، على مرأى ومسمع من إسرائيل. ويُظهر هجوم من هذا النوع إدراكًا على المستويين السياسي والعسكري بأن أي تسليح من قِبَل حزب الله يُشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل. ومن المتوقع وقوع هجوم آخر قريبًا.
قتل لبناني وصفه الجيش الاسرائيلي بمنتسب الى حزب الله
بغارة استهدفت موقع في أطراف بلدة طورا في قضاء صور، في جنوب لبنان.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، اليوم الخميس، سلسلة غارات عنيفة على مناطق في جنوب لبنان، ترافقت مع تحليق مكثّف للطائرات الحربية والمسيّرات في أجواء العاصمة بيروت والبقاع الشمالي، بحسب مصادر محلية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن المقاتلات الإسرائيلية أغارت على المنطقة الواقعة بين بلدتي طورا والعباسية في قضاء صور، واستهدفت منطقة مفتوحة في حي الوادي. وسارعت سيارات الإسعاف إلى الموقع.
وصدر عن الناطق العربي باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي الآتي:
هاجم جيش الدفاع قبل قليل في منطقة صور في جنوب لبنان مستهدفًا مخربين عملوا داخل بنية تحتية ارهابية تابعة لوحدة البناء التابعة لحزب الله الارهابي.
🔸لقد استخدمت البنية التحتية لانتاج معدات لصالح اعادة اعمار بنى تحتية ارهابية تم استهدافها وتدميرها خلال الحرب.
🔸شكلت أنشطة العناصر الارهابية لحزب الله داخل البنية التحتية خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.
🔸سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على الأراضي الإسرائيلية.
وفي وقت لاحق، اعاد الجيش الاسرائيلي الانذارات حيث تم اخلاء احياء في اكثر من ٤ قرى في الجنوب، حيث تم استهداف ما سمي بمواقع لحزب الله.
ويعتبر هذا اوسع تصعيد منذ أشهر.
وقالت هيئة الاذاعة الاسرائيلية ان الضربات تمت بالتنسيق مع قيادة الجيش الاميركي في المنطقة.
واكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب لا تطلب الإذن من واشنطن لمهاجمة قطاع غزة أو لبنان أو أي بلد آخر ولكن فقط تخبرهم بخطواتها.
وبعد سلسلة غارات اليوم الخميس جنوبي لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي مساءً اكتمال غاراته “ضد قوة الرضوان التابعة لحزب الله”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر “إكس”: “هاجم الجيش في جنوب لبنان مستهدفاً بنى تحتية وعدة مستودعات أسلحة تابعة لوحدة قوة الرضوان في حزب الله”.
وأشار إلى أن “حزب الله يواصل محاولاته لإعادة إعمار بنى تحتية في جنوب لبنان مركزاً على محاولات إعادة إعمار قدرات الوحدة بهدف استهداف إسرائيل”، مضيفاً: “لقد خططت وحدة قوة الرضوان على مدار سنين ودفعت بما يسمى خطة احتلال الجليل حيث تم القضاء على قادة الوحدة خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024 في بيروت خلال عملية سهام الشمال، حيث منذ ذلك الوقت تعمل الوحدة في محاولة لإعادة إعمار قدراتها”.
وشدد أدرعي على أن “الجيش الإسرائيلي يعمل خلال السنتين الأخيرتين وسيواصل العمل ضد محاولات الوحدة إعادة الإعمار وبناء قوتها من جديد”، لافتاً إلى أن “حزب الله وضع مستودعات الأسلحة في قلب السكان المدنيين، بما يشكل دليلاً إضافياً على استخدام الحزب سكان لبنان دروعاً بشرية لأنشطه من داخل الممتلكات المدنية”.
لاحقاً، وفي مقطع فيديو عبر “إكس”، قال أدرعي: “يا سكان جنوب لبنان، الصفقات المشبوهة التي يعرضها عليكم ممثلو حزب الله في القرى- الذين يعملون كوسطاء بين العناصر والسكان ويعثرون على ممتلكات للإيجار لأغراض خاصة بهم- هي عمليات احتيال خطيرة وغير مجدية لكم”، داعياً “إلى الامتناع عن تأجير بيوتكم وممتلكاتكم لحزب الله، وعدم تعريض ممتلكاتكم وأفراد أسرِكم للخطر. لا ت سمحوا لحزب الله أن يؤذيكم أو يقوض الاستقرار في المنطقة”.
الوقائع
وكان ادرعي قد وجه عبر منصة «اكس» أنذارات الى سكان قرى الطيبة وطيردبا وعيتا الجبل ثم الى زوطر الشرقية وكفردونين، بضرورة إخلاء مناطق المحددة في خرائط مرفقة، ثم بدأ الجيش الاسرائيلي عند الرابعة بالاغارة على النقاط والابنية التي طلب اخلاءها.
وادت الغارة على طيردبا الى اصابة مواطن بجروح بليغة حسب بيان لوزارة الصحة، والى تضرر المنازل في النقاط المستهدفة.وضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا حول المكان المستهدف في طيردبا وأبعد المواطنين خشية وجود صواريخ غير منفجرة.
ومع ساعات المساء، وجه الجيش الاسرائيلي، تهديدا جديدا باستهداف مبنى في بلدة كفردونين داعيا الى الابتعاد عنه 500 متر،. ثم كرر الانذار مرة اخرى.و يبعد المبنى المستهدف عشرات الأمتار عن مركز للجيش اللبناني. وقد رفض الجيش اللبناني إخلاء ثكنة الشهيد العقيد محمد فرحات التي تقع على بعد 200 متر من المبنى. لكن العدو اغار على كفردونين قرابة السابعة والثلث مساءٍ.
كما اغار مساءً على حفارة في منطقة الدبش في عيترون قرب الجبانة.
واجرى الجيش الاسرائيلي اتصالات هاتفية بعدد من الأهالي. واثر التهديدات، سادت حالة من الحذر والترقب هذه المناطق، وعمل الأهالي على إخلاء المناطق المحددة باتجاه أحياء ومناطق أكثر أماناً. وتابعت فرق الدفاع المدني ميدانياً أوضاع السكان وعملت على مساعدتهم في الإخلاء. كما سجلت حالات نزوح من الجنوب.
