في مؤتمر صحافي استثنائي عقده مساء الثلاثاء في الدوحة، شنّ رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني هجومًا دبلوماسيًا حادًا على إسرائيل، واصفًا الضربة الجوية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في العاصمة بأنها “عمل إرهابي منظم” و”انتهاك صارخ للسيادة القطرية وللقانون الدولي”.
وقال الشيخ محمد إن الهجوم وقع خلال اجتماع مغلق لقيادات سياسية من حماس كانت تناقش مقترحًا أميركيًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة، مضيفًا: “ما حدث ليس مجرد اغتيال، بل رسالة تهديد موجهة إلى كل من يسعى للسلام في المنطقة. إسرائيل تمارس إرهاب دولة، وتعمل على تقويض كل فرصة للحل السياسي”.
وردًا على تصريحات البي ت الأبيض التي زعمت أن واشنطن أبلغت الدوحة مسبقًا بالهجوم، نفى الشيخ محمد ذلك بشكل قاطع، مؤكدًا أن “الاتصال الأميركي جاء بعد بدء الانفجارات، وليس قبله”، واصفًا الرواية الأميركية بأنها “مضللة وغير دقيقة”.
وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن “الأسلحة المستخدمة كانت متطورة للغاية وتجنبت أنظمة الرادار”، مشيرًا إلى أن التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وأن قطر “لن تتسامح مع أي عبث بأمنها”.
من جهتها، أعلنت إسرائيل أنها نفذت “عملية دقيقة” استهدفت قيادات عليا في حركة حماس، مستخدمة طائرات F-35I الشبحية، وأكدت أن هؤلاء القادة “مسؤولون عن مجزرة 7 أكتوبر ويقودون العمليات ضد إسرائيل من الخارج”.
ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي اتخاذ إجراءات لتقليل الأضرار المدنية، فإن قطر اعتبرت أن استهداف حي سكني في قلب العاصمة “يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المواطنين والمقيمين، ولن يتم التساهل معه”.
الشيخ محمد ختم المؤتمر برسالة حازمة: “قطر لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، ولن نسمح لأي طرف بانتهاك سيادتنا تحت أي ذريعة. نحتفظ بحق الرد، وسنتخذ ما يلزم لحماية أمننا الوطني”.
كما أكد استمرار قطر في جهود الوساطة، لكنه شدد على أن “الوساطة لا تعني التواطؤ ، ولا تعني القبول بأن تُستهدف أراضينا”.