قتل قائد مقاتلة إف-16 وأُصيب سبعة أشخاص على الأقل بجروح ليل السبت / الأحد (29 حزيران/يونيو 2025) في ضربات روسية وصفها مسؤول أوكراني بأنها “أكبر هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بداية الحرب”.
وبينما وصلت محادثات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف إلى طريق مسدود، تواصل روسيا قصفها اليومي للبلدات والقرى الأوكرانية. وأفاد تعداد أجرته القوات الجوية الأوكرانية بأنّ روسيا التي تحتل حوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، أطلقت ما مجموعه 537 سلاحًا جويًا على أوكرانيا منها 477 مسيّرة متفجّرة و60 صاروخًا من أنواع متعدّدة، مضيفة أنّه تمّ اعتراض 475 مسيّرة و39 صاروخًا. وأشار المصدر ذاته إلى “ستة آثار” لضربات روسية، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.
وقال رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية، يوري إهنات، لوكالة أسوشيتد برس (أ ب)، إنه “أضخم هجوم جوي” تتعرض له البلاد، بالنظر إلى عدد الطائرات المسيرة وطرازات الصواريخ المختلفة المستخدمة.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ الرئيس الروسي فلاديمير “بوتين قرّر منذ فترة طويلة مواصلة الحرب، على الرغم من دعوات السلام من المجتمع الدولي”. وأضاف أنّ “أوكرانيا يجب أن تعزّز دفاعها الجوي، وهو أفضل سبيل لحماية الأرواح”، داعيًا الغرب إلى تقديم مزيد من الدعم لتعزيز الدفاعات الجوية لبلده ومجددًا تأكيده أنّه “مستعد لشراء” أنظمة أمريكية، مثل الباتريوت.
وحتى الآن، لم يستجب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتقرّب من روسيا منذ شباط/فبراير، لطلب كييف. وقال مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين الأحد إنه أجرى محادثات هاتفية مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) جون راتكليف، بعد أول اتصال بينهما جرى في منتصف آذار/مارس.
وبسبب الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا أُصيب ستة أشخاص على الأقل بجروح، بينهم طفل، في منطقة تشيركاسي (وسط)، حسبما أفادت الشرطة الأوكرانية عبر تيلغرام. وفي منطقة إيفانو-فرانفيسك الواقعة في غرب البلاد بعيدًا عن الجبهة، أُصيبت امرأة بجروح و”نُقلت إلى المستشفى”، وفقًا للمسؤولة الإقليمية سفيتلانا أونيشتشوك. وفي الصباح، قُتل رجل ستيني في هجوم بطائرة مسيّرة على سيارته في منطقة خاركيف (شمال شرق)، وفقا للسلطات الإقليمية.
في المقابل، أعلن الجيش الروسي اعتراض ثلاث مسيّرات أوكرانية ليل السبت الأحد.
مقتل قائد مقاتلة إف -16
وإضافة إلى هؤلاء المدنيين، قُتل طيار خلال الليل عندما تعرّضت طائرته من طراز إف-16 لـ”أضرار” في الجو، “من دون أن تتاح له فرصة للخروج منها”، وفقًا للقوات الجوية. وقال زيلينسكي في كلمة تكريمًا للطيار، وكان برتبة ليفتنانت كولونيل، إنّه دمّر “سبعة أهداف جوية” أطلقتها روسيا خلال الليل.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أن قائد الطائرة إف-16 بذل كل ما بوسعه وحلق بالطائرة لإبعادها عن منطقة سكنية لكن لم يكن لديه الوقت للقفز من الطائرة. وأضاف عبر تطبيق تيلغرام “استخدم الطيار جميع أسلحته على متن الطائرة وأسقط سبعة أهداف جوية. وفي أثناء إسقاط الهدف الأخير، لحقت أضرار بطائرته وبدأت في السقوط”.
وقال الجيش إن أوكرانيا فقدت ثالث طائرة مقاتلة من طراز إف-16 منذ بداية الحرب أثناء القتال. ويعتبر فقدان الطيارين المدربين في الغرب على مقاتلات إف-16 الأمريكية أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لأوكرانيا. وتعتبر الخسائر من أسراب طائرات إف-16 نادرة نسبيًا حتى الآن.
وتأتي هذه الهجمات الجديدة عقب تصريح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الأول الجمعة، بأن موسكو مستعدة لجولة جديدة من محادثات السلام المباشرة في إسطنبول. ومع ذلك، لا تظهر الحرب أي مؤشرات على التراجع، إذ لم تسفر جهود السلام الدولية بقيادة الولايات المتحدة حتى الآن عن حدوث أي تقدم. وكانت جولتان من المحادثات عقدتا مؤخرًا بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول قصيرتين، ولم تحققا أي تقدم نحو التوصل إلى تسوية.