عاد اسم دلال كرم إلى الواجهة مجددًا مع وفاة الموسيقي اللبناني زياد الرحباني، بعدما ظلّ هذا الاسم يثير الفضول في كل محطّة من حياته. فقصّته معها لم تبقَ مجرّد تفصيل شخصي، بل تحوّلت إلى فصلٍ من فصول التاريخ الفني والثقافي في لبنان، وغالبًا ما طُرح هذا السؤال على زياد في مقابلاته لما تحمله العلاقة من رمزية وتأثير.
دلال كرم هي الصحفية اللبنانية التي ارتبطت بالفنان زياد الرحباني في نهاية السبعينيات. لم تكن مجرد شريكة حياة عابرة، بل كانت حدثًا محوريًا في سيرة زياد الفنية والشخصية. تزوّجها عن حب رغم معارضة عائلته، تحديدًا والديه فيروز وعاصي الرحباني. ومع مرور الزمن، تحوّل هذا الزواج إلى قصة مليئة بالتقلبات والدراما، انتهت بطلاق علني وقضية نسب شهيرة هزّت الإعلام اللبناني.
بداية الحب.. لقاء في الكواليس
بدأت القصة عام 1979 أثناء التحضيرات لمسرحية “ميس الريم”، حيث التقى زياد الشاب، المتمرّد فنيًا ، بالصحفية اليافعة دلال كرم، التي كانت في الثانية والعشرين من عمرها، وسرعان ما تطوّرت العلاقة إلى حب، تلاه زواج رغم رفض الأسرة، مما أضفى على القصة طابع التحدي والتمرد الذي لطالما اشتهر به زياد.
زواج غير تقليدي ومشاكل مبكرة
لم يكن زواج زياد ودلال مستقرًا، بسبب طبيعة زياد المنغمسة في السياسة والموسيقى والسهر، بدأت المشاكل تظهر. الخلافات ازدادت حدّة، وبدأت العلاقة تتآكل رويدًا. رغم ذلك، أنجب الثنائي طفلًا أطلقا عليه اسم “عاصي”، على اسم والده، لكن هذا الاسم سيصبح لاحقًا مركز عاصفة إعلامية وقضائية كبرى.
رسائل الحب والعتاب من زياد إلى دلال
من أبرز ما يُعرف عن زياد تجاه دلال كرم، هي الرسائل التي كتبها لها، والتي تكشف عن خليط من الحب، السخرية، والمرارة. في رسالة شهيرة كتب: “ديري بالك ع حالك لأنك حمارة.. حمارة كبيرة.. بس ما تخلي حدا يعرف”. وفي رسالة أخرى: “كل مرة بيتهرب من التفكير فيك، بيلاقيك وجهًا لوجه”.
أزمة النسب
في 2008، فجّر زياد الرحباني مفاجأة صادمة، حين طلب من القضاء اللبناني شطب اسم “عاصي” من خانة نسبه، بعدما أظهر فحص DNA أنه ليس والده البيولوجي. هذه القضية اعتُبرت من أكثر قضايا الوسط الفني اللبناني إثارة، خصوصًا أن عاصي الشاب أنكر وجود الفحص، واتهم والده بالتخلي عنه منذ الطفولة.
رد دلال كرم: مقالات ومواجهة علنية
بعد الطلاق، فتحت دلال النار على زياد من خلال سلسلة مقالات نشرتها في مجلة “الشبكة”، تحدثت فيها عن ما وصفته بـ “الإهمال، والخيانة، والتسلط”. أما زياد، فرد بأسلوبه المعتاد: الأغاني، فكتب أغنية “مربى الدلال” و”بصراحة”، التي حملت رسائل مبطّنة مليئة بالتهكم والعتاب.
بعد دلال… كارمن
بعد انفصاله عن دلال دخل زياد في علاقة طويلة دامت 15 عامًا مع الممثلة اللبنانية كارمن لبّس. العلاقة لم تُتوج بزواج رسمي، بل تم بعقد عرفي، كما صرّحت كارمن في لقاءات لاحقة. لكنها اعتبرتها “علاقة حب صادقة لكنها مؤلمة”، وقالت: “خسرت كل شيء بعد زياد”.