"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

قراءة اسرائيلية لأبعاد اغتيال الطبطبائي والرسالة التي وجهتها اسرائيل الى عون والحكومة

نيوزاليست
الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

قراءة اسرائيلية لأبعاد اغتيال الطبطبائي والرسالة التي وجهتها اسرائيل الى عون والحكومة

كوبي ماروم-إن ١٢

إن اغتيال رئيس أركان حزب الله، “أبو علي”، يُعتبر ضربة لمن يقود عملية إعادة بناء قدرات التنظيم، ورسالة إسرائيلية واضحة وحازمة، مفادها بأننا لن نسمح بإعادة بناء القدرات. هناك مبادرة إسرائيلية استثنائية تنطوي على جرأة ومخاطرة محسوبة.

تتمثل أهداف اغتيال رئيس أركان حزب الله هيثم علي الطبطبائي في توجيه ضربة معنوية قاسية للتنظيم، وضرب الشخص الذي قاد جهود إعادة التأهيل وبناء القدرات، بالتنسيق مع رُعاته في طهران؛ إنها عملية إحباط تستهدف قائداً عسكرياً لديه خبرة واسعة في مختلف المواجهات مع إسرائيل، في وقتٍ يفتقر زعيم التنظيم نعيم قاسم إلى خبرة مشابهة. كان الطبطبائي أيضاً من الذين حاولوا الدفع في اتجاه ردّ قوي على الهجمات الإسرائيلية المتكررة والتصعيد، في أعقاب الخسائر المتواصلة في صفوف مقاتلي حزب الله.

هناك هدف إضافي، هو إيصال رسالة واضحة لرئيس لبنان، ولحكومة لبنان، وللجيش اللبناني، ولحزب الله، مفادها بأن إسرائيل لن تتساهل، ولن تسمح للتنظيم بإعادة بناء قدراته. إنه خط أحمر بالنسبة إلى إسرائيل. ومن المهم الإشارة إلى القدرات الاستخباراتية والعملياتية للجيش الإسرائيلي، الذي استغل فرصة عملياتية استثنائية، مع قبول مخاطرة مدروسة في إمكان التصعيد في الشمال.

يخلق الاغتيال معضلة لدى قيادة حزب الله: هل تردّ على هذه الضربة غير الاعتيادية، وعلى اغتيال أبو علي؟ وبأيّ حجم وشكل؟ تعلم قيادة حزب الله أن أيّ رد قوي على الجبهة الداخلية الإسرائيلية سيؤدي إلى هجوم إسرائيلي واسع على مراكز الثقل لدى التنظيم، وسيمنح إسرائيل فرصة ذهبية لتدميرها.

اليوم، يُعَد حزب الله تنظيماً ضعيفاً ومصاباً، يحاول إعادة بناء قدراته وقيادته المتضررة بشدة؛ وهو ضعيف إلى درجة أنه امتنع من الرد على مئات الهجمات الإسرائيلية خلال العام الأخير.

وعلى الرغم من المحاولات الإيرانية الكثيرة لإعادة بناء التنظيم، الذي يعتبره الإيرانيون “جوهرة التاج”، عبر تجديد تهريب السلاح، وتقديم الدعم المالي، ومحاولة إعادة بناء قدرات الإنتاج، فإن التنظيم عاجز اليوم عن دفع رواتب لعشرات الآلاف من عناصره.

ما هي خيارات الرد المتاحة أمام حزب الله؟

إطلاق طائرات مسيّرة، أو مسيّرات انتحارية في اتجاه أهداف في إسرائيل.

إطلاق رشقات صاروخية نحو الشمال.

إطلاق صواريخ بعيدة المدى نحو العمق الإسرائيلي (احتمال منخفض).

تنفيذ عملية في الخارج ضد سفارة، أو إسرائيليين.

في أعقاب هذه الضربة الخطِرة، سيكون من الصعب على التنظيم ألا يرد. لكن من جهة أُخرى، ليس لديه أي رغبة في تصعيد واسع، ومن المؤكد أنه لا يريد أن يمنح إسرائيل فرصة لتوجيه ضربة قاصمة إلى قدراته.

تجري العملية والجهد الإسرائيلي في لبنان بتنسيقٍ كامل مع القيادة المركزية الأميركية وإدارة ترامب، التي تدير التطورات أيضاً على الساحة اللبنانية. فالأميركيون يدركون تماماً وجود فجوة كبيرة بين تصريحات القيادة اللبنانية بشأن حلّ حزب الله وبين القدرة الفعلية والرغبة في تحقيق ذلك. لذلك، وجهوا إنذاراً إلى الحكومة اللبنانية بأنه لن يكون هناك أي دعم لاقتصاد لبنان المنهار، ولا إعادة إعمار لقرى الجنوب، من دون تفكيك حزب الله.

وبما أن الأميركيين لم يبنوا آلية فعّالة لتفكيكه، والجيش اللبناني ضعيف وصغير، ويخشى الانزلاق إلى حرب أهلية، فإن إسرائيل تحصل على ضوء أخضر لتعزيز هجماتها ضد جهود إعادة بناء التنظيم.

هل حلّ اغتيال “أبو علي” مشكلة إعادة بناء حزب الله؟ بالتأكيد لا! فخلال الأيام المقبلة، سيتم تعيين بديل منه، وليس لدى الإيرانيين أي نية للتراجع، أو وقف جهود إعادة البناء. لذلك، تفيد التوقعات الإسرائيلية بشأن الساحة اللبنانية، على الأقل حتى الانتخابات البرلمانية في لبنان في أيار/مايو 2026، بأنه من الصائب الحديث عن إلحاق ضررٍ بالغ وإضعاف التنظيم، وليس عن تفكيكه الكامل، إذ يمكن تفكيكه جنوبي نهر الليطاني، لكن يجب منع عودته إلى خط الحدود.

وبالنظر إلى المستقبل، يجب التركيز على ثلاثة جهود أساسية على الساحة اللبنانية:

استمرار الضغط الدبلوماسي الأميركي على الحكومة اللبنانية لبذل مزيدٍ من الجهد في تفكيك قدرات حزب الله، والجرأة على البدء بمفاوضات سياسية مع إسرائيل بشأن ترسيم الحدود، وتقوية الجيش اللبناني وحكومته في مواجهة حزب الله، بما في ذلك تقديم دعمٍ اقتصادي واسع.

مواصلة الجهد الهجومي الإسرائيلي ضد مراكز ثقل التنظيم في سهل البقاع وبيروت، ومنع طرق التهريب من سورية، مستغلاً ضُعف النظام.

العمل بحزم ضد مسار التمويل من إيران إلى التنظيم، وهو ما سيجعل إعادة بنائه صعبة للغاية.

إذا كان هناك درس من الواقع على كل الجبهات قبل السابع من أكتوبر، وخصوصاً سياسة ضبط النفس الإسرائيلية على الجبهة الشمالية، فهو أن إسرائيل يجب ألّا تسمح للخطر بإعادة بنائه على حدودها، حتى لو كان الثمن خطر التصعيد.

المقال السابق
في صور.. سرقة محلّ مجوهرات على طريقة مسلسل "لا كاسا دي بابيل"
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

البابا ليون ١٤ يُحيي في تركيا الذكرى السنوية ال١٧٠٠ على ارساء الايمان الكاثوليكي في نيقية

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية