اعتبر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “لبنان لم يحصل على استقلاله في 22 تشرين الثاني 1943 إلا بالمعاناة، وبالمطالبة، وبالموقف، وبالسجن، وقبله بكثير كان هناك الشهداء”. وقال: “الاستقلال هو تحرير الأرض ورفض التبعية للوصاية الأجنبية. نحن نؤمن باستقلال لبنان على كامل أراضيه (10,452 كم²)، ولا نقبل أن ينقص شبر واحد من لبنان، وأن يكون عزيزًا، كريمًا، محررًا، وبعيداً عن التبعية والوصاية أياً كانت هذه الوصاية”.
وأضاف في كلمة ألقاها خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محمد عفيف النابلسي أن اغتيال إسرائيل للإعلاميين كان على خلفية أنهم تركوا أثرًا حقيقيًا في إبراز حقيقة المعركة. ولأنهم قدموا الوقائع والحقائق وواجهوا إعلام الطواغيت والمجرمين، مشددًا على أهمية وعدم الاستهانة بـ”النتيجة التي حققها الإعلام المقاوم والإعلام الحليف المؤيد للمقاومة، وإلا لما استهدفوهم”.
وأضاف: “بعد التحرير عام 2000، الجميع اعتبر أن إسرائيل عدو، وأن من يتعامل مع هذا العدو سيكون منبوذًا من كل اللبنانيين.. ما يجري اليوم في لبنان ليس مجرّد عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بل هو عدوان موصوف ابتدائي يهدف إلى السيطرة على لبنان وتجريده من قوته”، مشيرًا إلى البيان الذي أصدرته “اليونيفل” وأفادت فيه أن جدارًا بناه العدو الإسرائيلي تجاوز فيه الخط الأزرق، ما جعل أكثر من 4,000 متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني”.
وأكد قاسم أن الاعتداء الصهيوني على اليونيفل وعلى الجيش اللبناني وعلى المدنيين “يدلّ بشكل واضح على أننا أمام عدوان خطير له امتداداته، ويجب أن نواجهه بكل الأشكال الدبلوماسية والسياسية، وأن نفكر بكل الوسائل التي تؤدي إلى وضع حدّ لهذا العدوان”.
وقال: “إنّ الحكومة اللبنانية مسؤولة عن التفكير، والدولة اللبنانية بأركانها مسؤولة عن وضع برامج للمواجهة حتى نتمكن من التصدي لهذا العدوان.. فالعدوان هو المشكلة، وليس المقاومة.. العدوان هو المشكلة، وليس أركان الدولة اللبنانية..
وقال: “أتوجه إلى الحكومة، ونحن جزء من هذه الحكومة، ونريد لها أن تنجح في بناء لبنان وتحريره. وتخطئ الحكومة عندما تسلك طريق التنازلات طمعًا بإنهاء العدوان.. أيها الحكومة، كم مرة جربتم التنازلات وقدمتم العروض المسبقة من طرف واحد ولم تثمر هذه العروض ولا التنازلات؟“.
ونبّه إلى أن “الانتشار الذي يحصل في جنوب نهر الليطاني رغم العدوان المستمر هو تنازل، وإعلان الاستعداد للتفاوض هو تنازل، وإقرار مبادئ ورقة براك المخزية هو تنازل”.
أضاف: “جربوا قول كلمة “لا” على أساس حقوق لبنان، ونكون جميعًا معًا. ولو بقي بعض المتلوثين بالرغبة في السيطرة واتباع الأجنبي، سننجح إذا وقفنا جميعًا.. معًا نصنع استقلالنا، ونحرر أرضنا، ونستعيد خطوات الاستقلال، ونستطيع أن نكون كمسيحيين ومسلمين، وكمناطق مختلفة في لبنان، قلبًا واحدًا ويدًا واحدة في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن وراءه أميركا لحقوقنا”.
وأكد أننا “نريد حقوقنا، وأرضنا، وأسرانا، واستقرارنا، واقتصادنا، وسياستنا، ومن حقنا أن نحصل على هذه الحقوق”، مشددًا على أن “الوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جدًا، وهذه الوصاية لا تعمل من أجل استقرار لبنان. أميركا معتدية وراعية للعدوان الإسرائيلي، وتوجه “إسرائيل” حول حدود العدوان ليتواءم مع الحركة السياسية والضغط السياسي”.
وسأل: “من الذي خرب لبنان منذ سنة 2019 حتى الآن؟” وقال: “الأميركيون هم الذين خربوا لبنان. التظاهرات التي حصلت كان فيها ألم شعبي، لكن أيضًا كان فيها تدخل أجنبي أميركي يريد أن يُحدث فتنة داخلية ويُعدل الموازين الداخلية.. العملة انهارت في لبنان بسبب أميركا، والبنوك أفلست بسببها، والاقتصاد تضرر بسببها. فهي منعت وصول الكهرباء من مصر والأردن، وعطلت ال نفط من خلال طريقة العمل واستدراج العروض.. إذا أردت أن تعرف أكبر المصائب الموجودة في لبنان، فتش عن أميركا”.
وأوضح أن “القرض الحسن مؤسسة اجتماعية، مخصصة لكل الناس، وهي رئة التنفس الاجتماعي في هذا الوضع الصعب لتيسير حياة عموم الناس والفقراء والمحتاجين. لا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل”. وتوجه بالنصيحة إلى الحكومة وحاكم مصرف لبنان وكل المعنيين بوقف الإجراءات التي تضيق على حزب الله وكل اللبنانيين.
وقال: “هناك كلام كاذب ومحاولة لإثارة الفتنة وتحريض على إسقاط لبنان تحت إطار الوصاية الأميركية داخليًا وخارجيًا.. إلى من يبخّون السم: إذا أردتم مستقبلًا سياسيًا في لبنان، فلن تأخذوه بالعمالة ولا بالتبعية.. لن يفوز طابخو السم لأنهم مكشوفون، ويهلل العدو بأسمائهم وأقوالهم فرحًا باستخدامهم”.
وخاطبهم قائلًا: “توقفوا عن تعطيل المجلس النيابي، فهذا التعطيل ليس له مبرر.. التزموا بالقانون الانتخابي الموجود.. أين العدالة المساواة في أن يكون لنا الفرصة للتحرك بالانتخابات في الخارج وهذا القانون يجب أن يسير”.
ورأى أن “الهجوم على الرئيس نبيه بري هو هجوم آثم ولا مبرر له إلا تسهيل السيطرة عبر استدعاء الوصاية الأجنبية، فالرئيس بري هو ركيزة استقرار لبنان ومنع الفتنة وبناء الدولة المستقلة والمحررة”.
وأكد أن “أصحاب الأرض هم الباقون، أصحاب الشرف والعزة والكرامة والمقاومة والاستقلال هم الفائزون. أصحاب الأرض يضحون، لكنهم يقطفون ثمار الحرية من دماء أبنائهم وصبرهم. لا نقبل أن نصبح عبيدًا لأحد، ونؤمن أن هذا الزمن هو زمن الصمود وصناعة المستقبل، مستوى قوة أهلنا ومجتمعنا غير مسبوق، والأعداء حائرون بهذه القوة، يريدون تثبيط عزائم الناس، لكن الناس هم الأشد”.
وختم قاسم مشددًا على أن “المقاومة وحلفاءها من الأحزاب والقوى والجيش وكل الذين يريدون تحرير واستقلال البلد هؤلاء لا يهزمون وهم قادرون..“.
