في كتابه الجديد «يوميات سجين» الصادر عن دار فايار، يفتح الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قلبه ليكشف تفاصيل صادمة عن تجربته خلف القضبان، انعكاساتها النفسية، وأبعادها السياسية، قبل ثلاثة أشهر من محاكمته في قضية التمويل الليبي التي يعتبرها معركة مصيرية في حياته.
تجربة السجن: من قمة السلطة إلى زنزانة رمادية
ساركوزي يصف السجن بأنه «صعب جدًا»، مؤكّدًا أن هذه التجربة تركت آثارًا واضحة على مظهره وحياته اليومية.
يروي تفاصيل دقيقة عن عزلة شبه كاملة داخل زنزانة مساحتها 11 مترًا مربعًا، غذاء بسيط يقتصر على منتجات الألبان والحبوب، ساعة رياضة يوميًا، وحرمان من الهاتف المحمول والإنترنت، باستثناء اتصالات محدودة تخضع للمراقبة. «كنت أشتاق حتى لرؤية السيارات تمر من نافذة»، يقول ساركوزي في الكتاب، مشيرًا إلى شعور بالفراغ والانعزال رغم وجوده في جناح «VIP».
لماذا كتب الكتاب؟
يؤكد الرئيس السابق أن الهدف من الكتاب هو الإجابة عن سؤال جوهري: «كيف وصلت إلى هنا؟». ويضيف أن الكتاب ليس دعاية إعلامية، بل محاولة صادقة لتوثيق تجربة شخصية صادمة، وإعادة النظر في مسار حياته السياسية، بعيدًا عن «الاستسلام الذي يفرضه النظام القضائي ».
القضية الليبية والدفاع عن البراءة\
الكتاب يخصص مساحة كبيرة لتفنيد الاتهامات المتعلقة بتمويل حملته الانتخابية من النظام الليبي، معتبرًا أن الوثائق التي استندت إليها التحقيقات «مزورة»، وأن القضاء تجاهل التحقيق في مصدرها. ويصف هذا الإصرار القضائي بأنه «إلحاح غير مبرر» رغم غياب الأدلة الملموسة بعد عشر سنوات من التحقيقات.
انعكاسات التجربة على الفكر والمواقف
التجربة دفعت ساركوزي إلى مراجعة مواقفه السابقة بشأن العدالة وإعادة تأهيل السجناء، واعدًا بأن تكون له «كلمة أقل حدة» في المستقبل حول هذه القضايا.
البعد الإنساني والروحي
الكتاب يكشف عن لحظات صلاة وتأمل عاشها الرئيس السابق في زنزانته، وزيارات أسبوعية للكاهن، إضافة إلى الكم الهائل من الرسائل التي تلقاها والتي أبرزت له عمق الجذور المسيحية في المجتمع الفرنسي. ساركوزي يرى أن هذه التجربة أعادت له الإيمان وأعطته معنى جديدًا لحياته السياسية.
دعم العائلة
ساركوزي يثني على الدور الكبير الذي لعبته زوجته كارلا بروني في دعمه خلال فترة السجن، من خلال زيارات منتظمة حملت أخبار العائلة وتفاصيل الحياة خارج القضبان، مما ساعده على الصمود.
الرسالة الأساسية للكتاب
ساركوزي يسعى من خلال «يوميات سجين» إلى استعادة كرامته، الدفاع عن براءته، وتقديم شهادة إنسانية وسياسية عن تجربة غير مسبوقة لرئيس فرنسي سابق، قبل محاكمته المقبلة التي يعتبرها معركة حاسمة في حياته.
