أثار الخطاب الذي ألقاه الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، مساء الأربعاء، موجة من السخرية والانتقادات في الأوساط اللبنانية والعربية، بعدما دعا الدول العربية إلى اعتماد نهج “المقاومة” كخيار استراتيجي لمنع الاعت داءات الإسرائيلية، معلنًا دعم الحزب لقطر في حال قررت الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
وجاء خطاب قاسم بعد ساعات من تشييع حزب الله خمسة من مقاتليه الذين قضوا في غارة إسرائيلية استهدفت مواقع للحزب في منطقة الهرمل شمال شرق لبنان، وفي وقت كانت فيه إسرائيل تشن غارات جوية مكثفة على مواقع عسكرية وإعلامية ولوجستية تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، وصلت خلالها إلى نقاط غير مسبوقة في العمق اليمني.
وفي خطابه، وصف قاسم الهجوم الإسرائيلي على قطر بأنه “عدوان غير عادي”، داعيًا الدول العربية إلى التخلي عن الرهانات الدبلوماسية والالتحاق بمحور المقاومة، الذي اعتبره “الضمانة الوحيدة لردع إسرائيل وحماية الشعوب”.
ورغم الطابع التعبوي للخطاب، قوبلت دعوة حزب الله بموجة من السخرية، حيث اعتبرها كثيرون محاولة لتوسيع سردية “المقاومة الإيرانية” في المنطقة.
ويرى مراقبون أن حزب الله يسعى، بالتنسيق مع إيران وسائر التنظيمات الحليفة، إلى استثمار التصعيد الإسرائيلي الأخير لإعادة إنتاج سردية المقاومة كخيار إقليمي، رغم التباينات السياسية والمجتمعية العميقة في العالم العربي حول هذا النموذج، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتراجع آفاق التسوية السياسية.