أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الحزب كلف وفدًا من المجلس السياسي بتقديم كتاب رسمي إلى البابا في إطار زيارته للبنان، مشيرًا إلى أنّ هذا الحدث يعكس اهتمام الحزب بتعزيز التواصل والحوار مع مختلف الأطراف.
وأوضح قاسم اليوم الجمعة، في كلمة ألقاها تكريمًا لطبطبائي الذي اغتالته إسرائيل الأحد الماضي في غارة إسرائيليةعلى الضاحية الجنوبية لبيروت مع أربعة من رفاقه أنّ “وقف إطلاق النار يوم انتصار للمقاومة وحزب الله والناس ولبنان، لأننا منعنا العدو من تحقيق أهدافه وعلى رأسها إنهاء المقاومة”، مضيفًا: “هناك مرحلة جديدة اسمها الاتفاق وأصبحت الدولة مسؤولة عن طرد هذا الاحتلال ونشر الجيش اللبناني”، و”هناك انسحاب “إسرائيلي” يجب أن يتم وعدوان يجب أن يتوقف وأسرى يجب أن يُفرج عنهم”.
ولفت إلى أنّه “حصل الاتفاق لأننا صمدنا ولأننا أقوياء بمشروعنا وإيماننا وإرادتنا وشعبنا ووطنيتنا وتمسكنا بأرضنا”، وقال إنّ “معركة أولي البأس كانت مواجهة من قوة متواضعة لا تقاس بقوة العدو، ولكنها عزيزة وتمتلك إرادة وشجاعة وإيمان بالله وثقة بالنصر”، و”في المقابل كان هناك جبروت أميركي وحشي وطاغوتي واستطاعت معركة أولي البأس أن تحقق هذا الانجاز”.
وأكد الشيخ قاسم على أنّ “مشروع “إسرائيل” انكسر على أعتاب معركة أولي البأس”.
وسأل: “أليس هناك عدوان على رئيس الجمهورية (جوزاف عون) لأنه يتصرف بحكمة وعدوان على الجيش وقائده (العماد رودولف هيكل) لأنه يحافظ على الأرض؟ أليس عدم قدرة لبنان أن يتقدم في مشروعه الاقتصادي عدوان على لبنان؟ ألا ترون المسيّرات فوق القصر الجمهوري والسرايا الحكومي وأثناء الاجتماعات؟“.
وأكّد قاسم “أننا أمام عدوان على لبنان”، و”اخرجوا من قصة أن العدوان يستهدف المقاومة فقط”، مضيفًا: “أقول للحكومة لا تستطيعين أخذ الحقوق من دون القيام بأهم واجب وهو حماية المواطنين”.
وأوضح أنّ “للردع ثلاثة أشكال، فإذا حررت الأرض يعني أنك ردعت العدو وأخرجته وهذا أرقى الأشكال”، وقال: “الشكل الثاني من الردع بالحماية بنشر الجيش والإمكانات الموجودة بالدولة لمنع العدو من الاقتراب”، و”الشكل الثالث من أشكال الردع بمنع العدو من أن يستقر على أرضنا المحتلة وإذا احتل جزءًا يظل يعيش حالة إرباك”.
وشدّد على أنّ “أول مسؤول عن الردع هي الدولة بجيشها وشعبها”، متسائلًا: “قولوا لي ماذا فعلت الدولة حتى الآن من هذه الأشكال الثلاثة من الردع؟“.
وأضاف: “المقاومة في عام 2000 أخرجت “إسرائيل” من لبنان وهذا ردع بالتحرير”، و”من سنة 2000 إلى 2023 كان لدينا نوع آخر من الردع وهو الردع بالحماية فلم يكن “الإسرائيلي” يتجرأ من الاقتراب”.
وقال: “من سنة 2023 إلى الآن نحن نواجه “إسرائيل” بمنعها من الاستقرار وهذا الشكل الثالث من الردع ونحن نمارسه حتى الآن، ونحن نشترك مع الدولة في هذا الشكل فهي بالمواجهة الدبلوماسية”.
وأكّد قاسم أنّ “جهوزيتنا هي المنع وقدرتنا على الدفاع هي المنع من استقرار العدو وهذا شكل من أشكال الردع”، موضحًا أنّ “على الحكومة أن تستثمر القدرات الموجودة عند شعبها لتحقيق منع الاستقرار للعدو”.
وصرّح بأنّ “لا تفويض لأحد في لبنان أن يتنازل عن أرض لبنان وكرامة لبنان”، مشيرًا إلى أنّ “التفويض للمسؤولين هو لاستعادة الأرض والأسرى والكر امة”، و”هناك قوى في داخل البلد لا تريد “إسرائيل” وحاضرة لمواجهة “إسرائيل” ويجب أن نستثمر هذا الأمر”.
وذكر الشيخ قاسم أنّ “كل الطوائف والنخب والأغلبية الساحقة في البلد لا يريدون “إسرائيل""، لافتًا إلى أنّ “هناك وصاية أميركية هي جزء من العدوان وتروّج للضغط “الإسرائيلي""، موضحًا أنّ “خدام “إسرائيل” في لبنان هم قلّة، لكنهم يسببون مشكلة على قلّتهم ويلعبون دورًا يخدم “إسرائيل” وأميركا ولا يخدم لبنان”.
وتابع: “السلاح ليس مشكلة لأنه حرّر 44 سنة وأدى دورًا كبيرًا في البلد وأدى إلى الأشكال المختلفة من الردع التي تكلمنا عنها”، مشيرًا إلى أنّ “السلاح مشكلة معيقة لمشروع “إسرائيل""، وقال: “يا خدام “إسرائيل” اتقوا الله وكونوا مع أهل بلدكم”.
وأضاف قاسم: “يهددون بالعدوان الأوسع من أجل إرغامنا على الاستسلام.. كل هذه التهديدات هي شكل من أشكال الضغط السياسي لأن محاولاتهم المختلفة فشلت”، مشيرًا إلى أنّ ""إسرائيل” تدرس خياراتها وأميركا كذلك، فهم يعرفون أنّه مع هذا الشعب وهذه المقاومة لا يمكنهم تحقيق ما يريدون”، و”عليهم أن ييأسوا فهذا شعب لا يُهزم ولا يستسلم ونحن لن نهزم ولن نستسلم وهيهات منا الذلة”.
وذكر أنّ “المشكلة بالمشروع “الإسرائيلي ” ويجب أن نواجهه”، لافتًا إلى أنّ “صمودنا سنة كاملة رغم كل الضغوطات هو دليل على عزتنا وقوتنا”.
ولفت ا إلى أنّ “معيارنا هو استقلالنا وحريتنا أمّا معيار المستسلمين هو حياة العبودية والذل”، مشددًا على أنّ “الحل ان يتوقف العدوان”.
وأشار إلى أنّه “إذا استمر العدوان، فعلى الحكومة أن تضع خطة للمواجهة وعليها أن تعيد النظر حتى بالانتشار بالجنوب ولجنة الميكانيزم وتستطيع أن تهدد”، موضحًا “أننا نصمد وندافع ولن تذهب دماء الشهداء هدرًا. عندها يخضع الأجنبي لإرادتنا”.
إلى ذلك، لفت الشيخ قاسم إلى انّ “العملية التي حصلت في بيت جن تثبت أن الشعب السوري في محل ثان، وهو لن يقبل الاستسلام لـ”إسرائيل” وهذا إيجابي”، مؤكدًا أنّ “التنازلات تجعل الاحتلال أكثر طمعًا ولن يؤلمنا من دون أن يتألم”.
وعن اغتيال الطبطبائي، أوضح قاسم “أنّ الطبطبائي التحق بصفوف المقاومة منذ عام 1984، وشارك في مواجهة العدوان الإسرائيلي في الخيام عام 2006، وأدار مشروع قوات النخبة بين 2008 و2012، كما انتقل للعمل في اليمن لمدة تسع سنوات لمساعدة الإخوان هناك وترك بصمة مهمة”.
وأضاف “لقد كلّف بقيادة معركة “أولي البأس”، حيث كان مسؤولًا عن التخطيط والتنظيم وبرمجة إطلاق الطائرات وتنسيق النيران، معتبراً “أنّ فقدان الشهيد خسارة كبيرة، إلا أنّ شهادته تمثل ربحًا كبيرًا له لأنه مبتغاه”.
وعن اغتياله، شدّد قاسم على أنّ “هذا الاعتداء لا يهز معنويات المقاومة، وأن الرد على الجريمة سيكون في التوقيت المناسب”، مشيرًا إلى “أنّ هناك من يعمل كعملاء للعدو الإسرائيلي، ومن واجب الأمن معالجة الثغرات وأخذ الدروس والعبر”، معتبراً أنّ “الدعم الشعبي هو قوة إضافية للمقاومة في مواجهة أي اعتداء”.