كشف مسؤول إيراني رفيع، اليوم الأحد، عن محاولة اغتيال استهدفت الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، نُفّذت خلال اجتماع حساس للمجلس الأعلى للأمن القومي في طهران.
ونقلت قناة “الجزيرة” عن المصدر أن إسرائيل كانت تخطط لتصفية بزشكيان ضمن عملية ممنهجة تهدف إلى شلّ مؤسسات الدولة عبر استهداف رؤساء السلطات الثلاث – التنفيذية والتشريعية والقضائية. وأضاف أن السلطات الإيرانية تشتبه في وجود اختراق أمني أو عنصر متواطئ من الداخل، مؤكداً أن طهران لن تترك هذا “العمل العدواني الخطير” من دون رد.
وفي أول إقرار رسمي بالحادثة، كشف الرئيس الإيراني نفسه، خلال مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، أن إسرائيل حاولت اغتياله بالفعل، قائلاً: “كنت في اجتماع وحاولوا قصف المنطقة التي كنا فيها، لكنهم فشلوا”، نافياً في الوقت نفسه أي دور للولايات المتحدة.
وقدمت وكالة “فارس” الإيرانية تفاصيل أوفى حول الحادث، مشيرة إلى أن الهجوم الإسرائيلي وقع في 16 يونيو/حزيران الماضي، عندما تم استهداف مبنى المجلس الأعلى للأمن القومي بـ6 صواريخ أو قنابل، خلال اجتماع كان يحضره بزشكيان إلى جانب رؤساء السلطات الثلاث وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين.
وبحسب “فارس”، أسفر الهجوم عن إصابة الرئيس بجروح طفيفة في ساقه، في حين انقطع التيار الكهربائي داخل المبنى، ما دفع الحاضرين إلى الهروب عبر فتحة طوارئ معدّة مسبقًا. ووصفت الوكالة الاستهداف بأنه كان يهدف إلى محاكاة عملية اغتيال محتملة طالت سابقاً الأمين العام لحزب الله.
وتسببت دقة الهجوم في إثارة تساؤلات داخلية بشأن كيفية تسريب تفاصيل الاجتماع، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق موسع لمعرفة ما إذا كان هناك “متسلل” قد زوّد إسرائيل بمعلومات بالغة الحساسية عن توقيت ومكان الاجتماع.
ويأتي هذا التصعيد الأمني بعد تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كشف فيها أنه أحبط خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وقد ظهر الأخير علنًا نهاية الأسبوع الماضي في مراسم عاشوراء، بعد أسابيع من الغياب، ما زاد من الشكوك حول استهدافه أيضًا ضمن هذه الهجمات.
من جهته، أكد بزشكيان أن إيران لا تسعى لاستمرار الحرب، مشددًا على أن شعاره الانتخابي يركز على تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز علاقات حسن الجوار.