دعا عدد من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة، في موقف نادر من شخصيات شغلت مناصب عليا في الأجهزة الأمنية والعسكرية. وفي تسجيل مصوّر بثّته وسائل إعلام إسرائيلية، ظهر رؤساء سابقون لجهاز “الموساد” و”الشاباك” والشرطة والاستخبارات العسكرية، مطالبين بإنهاء ما وصفوه بـ”أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ تأسيسها”.
رسالة إلى ترامب
المسؤولون أعلنوا أنهم وجهوا رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موقّعة من 550 شخصية أمنية إسرائيلية سابقة، يطالبونه فيها بالضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الح رب. وجاء في الرسالة: “أوقفوا حرب غزة! باسم “قادة من أجل أمن إسرائيل”، وهي أكبر تجمّع يضمّ جنرالات متقاعدين من الجيش والموساد والشاباك والشرطة والسلك الدبلوماسي، نناشدكم إنهاء الحرب. لقد فعلتم ذلك في لبنان، وحان الوقت لفعلها في غزة أيضًا”.
من بين الموقعين على الرسالة خمسة رؤساء سابقين لجهاز الشاباك هم: عامي أيالون، نداف أرغمان، يورام كوهين، يعقوب بيري، وكرمي غيلون، إضافة إلى ثلاثة رؤساء أركان سابقين من الجيش الإسرائيلي، من بينهم رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، ووزير الدفاع السابق موشيه يعالون.
الرسالة ركزت على معاناة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، معتبرة أنها إلى جانب المدنيين الفلسطينيين، يعانون من آثار الحصار المفروض على القطاع. وورد في الرسالة: “بناءً على تقديرنا المهني، لم تعد حماس تُشكّل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل. ويمكن ملاحقة قياداتها لاحقًا. أما الأسرى، فلا يمكنهم الانتظار”.
أزمة الرهائن تتفاقم
وفي سياق متصل، تصاعد التوتر في إسرائيل بعد نشر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تسجيلًا مصورًا لأحد الأسرى الإسرائيليين، أفيتار دافيد، ظهر فيه بوضع صحي متدهور، ما أثار صدمة وغضبًا واسعًا في إسرائيل. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علّق على الفيديو بكلمة مصورة قال فيها إنه “صُدم كما صُدم الإسرائيليون” لدى مشاهدته للمقطع، مضيفًا: “نرى أبناءنا يحتضرون في الزنازين، بينما من يحتجزونهم يتمتعون بكامل الغذاء”. وشبّه الوضع بسياسات “النازيين الذين جوعوا اليهود”، مؤكدًا أنه يزداد تصميمًا على “القضاء على حماس وضمان عدم تهديد غزة لإسرائيل مجددًا”.
عائلات الرهائن عبّرت عن سخطها من أداء الحكومة، واعتبرت أن استمرار الحرب يهدد حياة أبنائهم، مشيرة إلى أن خطاب “التحرير عبر الحسم العسكري” هو مجرد تضليل للرأي العام.
وكان نتنياهو قد طالب رئيسة بعثة الصليب الأحمر بالتدخل لتوفير الرعاية الطبية للأسرى، في وقت عرض فيه أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم القسام، إدخال مساعدات للأسرى بشرط فتح ممرات إنسانية بشكل دائم ووقف الطلعات الجوية أثناء التسليم. لكنه شدد في المقابل على أن الرهائن الإسرائيليين “لن يحصلوا على امتياز خاص” في ظل ما وصفه بـ”جريمة الحصار والتجويع” بحق سكان غزة.
في المقابل، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب،في وقت سابق إلى ضرورة “إطعام الفلسطينيين” في قطاع غزة، مؤكّدًا أن هناك “أمورًا سيئة تحدث حاليًا”، وأن الولايات المتحدة تتحمّل العبء الأكبر في إيصال المساعدات.
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي واصل، صباح الإثنين 4 أب/أغسطس، عمليات نسف مبانٍ سكنية شمال خان يونس جنوب القطاع، تزامنًا مع قصف جوي وتحليق مكثّف للطائرات، وسط ظروف إنسانية متدهورة. وبحسب “مكتب الإعلام الحكومي” في غزة، فإن عدد القتلى من منتظري المساعدات بلغ 56 شخصًا في يوم واحد فقط، فيما لم تدخل سوى 80 شاحنة، مقارنة بـ600 شاحنة يومية يحتاجها القطاع لتلبية الحد الأدنى من احتياجاته.