شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على أن شعار “المقاومة” سقط مع قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح في يد الدولة، داعياً حزب الله إلى الاقتناع بأن الجيش اللبناني هو الضامن الحقيقي لأمن الجميع دون استثناء.
وفي مقابلة مع قناة العربية، رأى الراعي أن تصريحات الأمين العام لحزب الله الأخيرة تعبّر عن مزايدة سياسية، مشدداً على أن لبنان لا يعيش حالة حرب أهلية، وأن أبناء الطائفة الشيعية ضاقوا ذرعاً بالصراعات المسلحة ويتطلعون إلى الاستقرار والعيش بسلام.
وأوضح البطريرك أن هناك إجماعاً وطنياً واضحاً على ضرورة تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن العيش المشترك هو جوهر الكيان اللبناني ومكرّس في الدستور، وهو ما يجب الحفاظ عليه بأي ثمن.
وفي سياق حديثه، دعا الراعي الأمم المتحدة إلى العمل على تحييد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية والدولية، مؤكداً أن المرحلة تتطلب إعطاء الأولوية لإعادة البناء والإعمار، لا الانجرار إلى الحروب.
وحول الدور الإيراني، قال الراعي إن تدخل طهران في الشأن اللبناني “سافر”، مضيفاً أن “المقاومة الحقيقية لا تعني الخضوع لإملاءات خارجية، بل الدفاع عن السيادة الوطنية بقرار لبناني حر”.
وكشف البطريرك عن مساعٍ جارية لعقد قمة روحية تجمع رجال الدين المسيحيين والمسلمين، بهدف بلورة موقف وطني جامع يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار.