"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

مركز القدس للدراسات الاستراتيجية: لا يزال التطبيع مع لبنان حلماً بعيداً

نيوزاليست
الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025

مركز القدس للدراسات الاستراتيجية: لا يزال التطبيع مع لبنان حلماً بعيداً

يوني بن مناحيم_ معهد القدس للاستراتيجيا والأمن

يبعثُ لبنان في الآونة الأخيرة إشاراتٍ تدل على قدرٍ من المرونة السياسية، وخصوصاً فيما يتعلق بمحادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل ودمج مدنيين في لجنة المراقبة، غير أن هذه المؤشرات، على الرغم من أهميتها، لا تعكس اقتراباً حقيقياً من التطبيع؛ فلبنان، وفق تقديرات جهات أمنية رفيعة، لا يزال أسيراً للهيمنة الفعلية لحزب الله، ولشروط الإجماع العربي، وعلى رأسها مطلب إقامة دولة فلسطينية، كشرط مسبق لأي تطبيع.

خلال الأيام الماضية، تم تعيين سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني في المحادثات، وهو ما اعتبره بعض الأطراف السياسية تعبيراً عن انفتاح معيّن. لكن ردّ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، كشف عُمق الرفض داخل المعسكر الموالي لإيران لأي خطوة قد تُفهم أنها تنازُل. فمن منظور حزب الله، كل تغيير في تركيبة الوفد، أو أي نقاش في قضايا اقتصادية، ليس سوى “سقطة” إضافية ضمن سلسلة أخطاء، في رأيه.

وترى التقديرات الأمنية الإسرائيلية أن لبنان يقف فعلياً أمام خيارين فقط: الحرب، أو الحرب، ويكمن الاختلاف في توقيت اندلاعها؛ لقد ضعُف حزب الله بشكل كبير بعد أن حوّل لبنان إلى “جبهة إسناد” لغزة، بعد السابع من أكتوبر، وهو يخوض اليوم سباقاً مع الزمن؛ يعتمد الحزب على أمل أن تُفضي التغييرات السياسية في إسرائيل والولايات المتحدة إلى تحسين موقعه، وفي الوقت نفسه، يحاول نسج علاقات إقليمية جديدة، مع تركيا، ومع سورية تحت قيادتها الموقتة.

في المقابل، يُعدّ انتخاب الجنرال جوزاف عون رئيساً للجمهورية - الانتخاب الذي حاول حزب الله منع حصوله طوال فترة - مؤشراً إلى رغبة فئات لبنانية في تعزيز مؤسسات الدولة والمطالبة بـ”حصر السلاح في يد الدولة”، لكن هذا الشعار يصطدم مباشرةً بالواقع: فحزب الله، بدعم إيراني، يرفض تفكيك جيشه الخاص.

والمشكلات الأساسية التي تمنع لبنان من التقدم نحو التطبيع واضحة:

سيطرة حزب الله الذي يهدد بحرب أهلية، إذا مورِس عليه ضغط لنزع سلاحه.

التزام الإجماع العربي الذي ينص على أن التطبيع لا يمكن أن يتم إلّا بعد قيام دولة فلسطينية.

وعلى الرغم من الحاجة العميقة إلى الاستقرار وإعادة الإعمار، ومن الخطوات التقنية المهمة، مثل توسيع صلاحيات لجنة المراقبة، فإن لبنان لا يزال بعيداً جداً عن أي مسارٍ سياسي مع إسرائيل. فالضغوط الأميركية والإسرائيلية من أجل نزع سلاح حزب الله تزداد، ولبنان يفقد هامش المناورة الذي كان لديه سابقاً. وما دام حزب الله يحتفظ بقوته العسكرية والسياسية، فإن التطبيع غير ممكن، حتى لو كان بعض القوى السياسية راغباً في ذلك.

المقال السابق
"مراسلون بلا حدود":إسرائيل "أسوأ عدوّ للصحافيين"
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

معهد "ألما" الاسرائيلي يقرأ المفاوضات مع لبنان: هذه هي التحديات التي تعترض التوصل الي اتفاق

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية