"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

«من يحمل هاتفًا يحمل قطعة من إسرائيل»... ماذا قصد نتنياهو بقوله؟

نيوزاليست
الخميس، 18 سبتمبر 2025

«من يحمل هاتفًا يحمل قطعة من إسرائيل»... ماذا قصد نتنياهو بقوله؟

في عالم متداخل رقميًا ومعولم تكنولوجيًا، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتلقي بظلال كثيفة على علاقة السياسة بالتقنية، حين قال: “هل لديكم هواتف محمولة؟ أنتم تحملون قطعة من إسرائيل بين أيديكم”، في إشارة إلى دور بلاده في تصنيع وتطوير مكونات أساسية تدخل في صناعة الهواتف الذكية.

أطلق نتنياهو هذا التصريح خلال لقائه وفدًا من الكونغرس الأميركي في القدس الغربية، مشيرًا إلى أن إسرائيل أصبحت قوة صناعية تكنولوجية فاعلة عالميًا في مجالات الأدوية، الأسلحة، وحتى الهواتف المحمولة، وهو ما رآه البعض ترويجًا لصورة الدولة كقوة تكنولوجية، فيما قرأه آخرون كتصريحٍ خطير يحمل أبعادًا استراتيجية لا يمكن تجاهلها.

الأبعاد الأمنية والاستراتيجية وراء التصريح

يرى الخبراء في مجالي الأمن السيبراني والتكنولوجيا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الهواتف المحمولة، لم تكن مجرد تفاخر تقني، بل تحمل دلالات استراتيجية خطيرة، تعكس حجم تغلغل إسرائيل في البنية التكنولوجية العالمية.

ويشير المراقبون إلى أن إسرائيل تُعد مركزًا عالميًا لتطوير الشرائح الإلكترونية والمعالجات الدقيقة، ما يجعلها حاضرة في العديد من الهواتف الذكية المنتشرة عالميًا. وبحسب التحليلات، فإن هذه المكونات، سواء كانت برمجية أو مادية، قد تُستغل في فتح “نوافذ خلفية” (Backdoors) للتجسس أو للتحكم عن بُعد، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات تدخل تقني خطير في حياة الأفراد والدول، خاصة في أوقات الأزمات.

رسالة تهديد مبطنة؟

ويرى الخبراء أيضاً أن هذا التصريح يمكن اعتباره بمثابة “رسالة تهديد مبطنة”، تهدف إلى إيصال فكرة مفادها أن إسرائيل تمتلك مفاتيح رقمية تؤهلها للتأثير على البنية التحتية لأي دولة تعتمد على التكنولوجيا التي تُنتجها أو تطورها شركات إسرائيلية.

ويؤكد هؤلاء على أن الهواتف المحمولة باتت تمثّل الهوية الرقمية للفرد، فهي ترتبط بكل تفاصيل حياته الحساسة، من الحسابات المصرفية إلى البيانات الصحية والمواقع الجغرافية. وعليه، فإن وجود مكونات إسرائيلية داخل هذه الأجهزة قد يعني أن ملايين المستخدمين حول العالم عرضة للتتبع أو التهديد أو حتى الابتزاز الرقمي.

من الهيمنة إلى الانعكاسات السلبية

رغم أن نتنياهو سعى في تصريحه إلى التأكيد على دور إسرائيل كمصدر تكنولوجي مهم، إلا أن المتخصصين يرون أن التصريح قد يرتد سلبًا على إسرائيل نفسها، حيث بدأت بعض الدول والشركات تراجع تعاملاتها مع التكنولوجيا الإسرائيلية، خوفًا من احتمال وجود أبواب خلفية أو تبعات سيادية. وهذا يفتح الباب لمزيد من الضغوط السياسية والشعبية على الحكومات لإعادة تقييم الشراكات التقنية القائمة مع تل أبيب.

الحلول المطروحة لمواجهة هذا النفوذ

قدم الخبراء عدة توصيات لمواجهة هذا النفوذ التكنولوجي الإسرائيلي، كان أبرزها:

توطين الصناعات التكنولوجية وتطوير بدائل محلية للشرائح والمعالجات والبرمجيات.

إجراء مراجعات أمنية دقيقة لكافة المكونات التقنية المستوردة من الخارج.

تنويع مصادر الاستيراد لتقليل الاعتماد على دولة واحدة، وخاصة في القطاعات الحساسة.

تعزيز التعاون العربي والإقليمي لتأسيس بنية تحتية رقمية مستقلة ومأمونة.

تطوير استراتيجيات أمن سيبراني وطنية تشمل كشف الثغرات وتحصين الأجهزة والأنظمة الرقمية.

إذن، تصريح نتنياهو يقول المتخصصون، لم يكن مجرد تباهٍ بإنجازات إسرائيل التكنولوجية، بل رسالة استراتيجية تكشف نية إسرائيل للهيمنة على مفاصل الحياة الرقمية في العالم. وبينما يتصاعد القلق من تداعيات هذا النفوذ، تبقى المواجهة الحقيقية مرهونة بقدرة الدول على بناء استقلالها الرقمي وتحصين أمنها السيبراني، لأن من يمتلك التكنولوجيا، اليوم، يمتلك مفاتيح القوة في العالم الحديث.

المقال السابق
خبيرة في لغة الجسد تكشف سبب اعتماد ميلانيا ترامب على القبعات الضخمة
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

اغتيال الدور لا الأشخاص: لهذا وضعت إسرائيل دولة قطر في مرمى الإستهداف

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية